يا لحزن بيروت

شوقي العيسه | فلسطين

لم أجد بيروت كما كنت وجدتها سابقا
وكأن أنفجار المرفأ أعلن انتهاء ما كان أو أعلن ابتداء ما سيكون إذا تبقى لها ما سيكون
وجدت الحزن أينما نظرت
والانكسار
التناقض كلمة تختصر المشهد بكل أبعاده
بيروت الحريات بيروت اضطهاد الفقراء
بيروت الحضارة بيروت الطائفية المقيتة
في بيروت تقول وتكتب ما تشاء وفي بيروت تُقمع وتُغتال
تصرخ ضد الفساد يتضاعف مرات ومرات
مرح شبان بيروت هو ترح شبان بيروت
بيروت تنهار أمام عشاقها
واعداؤها يقولون هل من مزيد
تنحدر دمعة بملوحة البحر الميت على ما رأيت.
في جلسة مع القائد القومي الذي افنى حياته في النضال قلت متفذلكا املنا في الجيل الجديد فانتم ونحن فشلنا. فابتسم بدماثة وقال لنقل إننا نلنا شرف المحاولة. شعرت بالغصة التي احدثتها (دون قصد) في قلبه. فاعتذرت وقلت نعم انت على حق.
وفي حديث آخر ذو شجن مع قائد آخر ثمانيني كان مسيحيا ثم شيوعيا ثم إسلاميا وعانى أشد أشكال التعذيب في السجون العربية وعاش المنافي بطولها وعرضها، قال في حديثه أن أخطر أنواع المنظرين هو من يضع المسؤولية على الناس ويتبجح بالحديث عن تخلف وقلة وعي الناس وكأنه لا يتحمل مسؤولية في ان مستوى وعي الناس هو على ما هو عليه، والواقع أن الناس لدينا انضج من قادتهم.
في الجانب الآخر من الصورة وفي الحديث مع شابات وشباب بيروت الناشطون منذ حوالي السنة في الدفاع عن شعبهم وعن مستقبلهم أمام الفساد المستشري تجد الحماس والطموح والأمل.
عدت من بيروت بعد أربعة أشهر وفي القلب غصة وحزن وأمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى