أَنا الجاني

شفيق حبيب | الناصرة – فلسطين

أَنا الجاني …
أَنا المقتولُ والمجهولُ
بين رُكامِ آلامي وأَحزاني
جدارٌ…
يفصِلُ العينَ التي تحنو
عن العينِ التي ترنو بتَحْنانِ
جدارٌ…
يشطرُ القلبَ الذي أَدْمَتْهُ
أَحداثٌ…
فأَعطى الحبَّ للقاصي
وللدّاني …
°°°
لماذا يشنُقونَ النّورَ
في أَحداقِ أَقلامي وأَلواني
لماذا يحرقونَ الزهرَ والأَطفالَ
بالبارودِ ناراً فوقَ نيرانِ
تَفحَّمَ كلُّ ما حولي …
تمَطّى …
وأستباحَ الحقدُ والغوغاءُ بُستاني …
بَكى زيتونُنا دَمْعاً …
وبيّاراتُنا باتت على أَوجاعِها صَرعى
وناءَتْ بالجراحِ الحُمْرِ
صَحرائي… وشُطْآني …
°°°
كلابُ عُروبتي تقعى …
على أَعْتابِهم جَوْعى …
لعلَّ اللّهَ يُعطيها…
عظامِ موائدِ الأَسيادِ والجانِ
وتشْغَلُها حِواراتٌ
عنِ النِّسوان… والفتيان … والخِصيانِ
عن طاقاتِ شيطانِ
يُضاجعُ ألفَ أُنثى كلَّ يومٍ
يفتحُ الدُّنيا…
فهذا الشرقُ ماخورٌ
وبحرُ قذىً وأَدرانِ
نُنادي…
عاشَ هذا الزيرُ
رافعَ هامةِ العُربانِ
من طُرْشٍ وعميانِ
°°°
إلهي…!!
لستُ منهم…
إنَّني من نورِكَ الفيّاضِ نوراني…
إلهي…!!
إِنني أَخلاقُ إنسانِ .
ولكنّي…
أَنا الجاني…
أَنا المقتولُ والمجهولُ
بينَ رُكامِ أَقلامي …
وأَلواني …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى