الفضائيّات .. والحِمَى المُستباح!

صبرى الموجى – نائب رئيس مجلس إدارة عالم الثقافة
أضحى المتجرئون على الدين عبر فضائياتنا (المَصونة) كشبح مُخيف له عدة رءوس، كلما هشم الغيورون على الدين له رأسا، بزغ آخرُ أشدُ قُبحا، فما إن انتهينا من حملة ضارية شنها أحد المسئولين الكبار على ثوابت دينية، حيث جاء فى استنكاره لرفض الرقابة عرض فيلم ” نوح”، أنه لا غضاضة فى تجسيد الأنبياء فى أعمال درامية، بحجة أن التجسيد يُثري العمل، ويحقق له الرواج والذيوع، وأضاف أنه لا يرفض عرض مشاهد إباحية، ولوحات عارية، ومن ثم استنكر منع الرقابة عرض برنامج (الراقصة)، استنادا إلى دعوى حرية الفن، مُعتبرا أن رفض تلك المشاهد واللوحات نوعٌ من أنواع الحَجْر على الفكر الذى يقتل الإبداع، وعلامةٌ من علامات التخلف، التى يجب محاربتها.
ولم تهدأ (زعابيبُ) ذلك المسئول – الذى تصدى له رجال الأزهر – ويسكن صفيرُها حتى أزعج مسامعنا رعدُ مذيع آخر بقناة فضائية، وصف نفسه بالمُفكر الدكتور المُصحح، حيث انبرى ذلك الهُمام، يخالف صحيح السنة، ويلوى عنق الآيات ليوظفها توظيفا يخدم فكره السقيم، كما ادعى أن علوم تفسير القرآن تافهة ومُتخلفة ومليئة بالخرافات، واتهم الإمام البخارى بالجهل المُركب.
وبعد صولة وجولة فى ميدان العلوم الإسلامية امتطى ذلك المغوار صهوة جواده الأعرج، وأتى بما لم تأتِ به الأوائل، فقال إن الجَنة ليست حكرا على المسلمين، بمعنى أن هناك أناسا لم يدخلوا حظيرة الإسلام، وبالرغم من ذلك سيدخلون الجنة بأعمالهم الصالحة لأن الإنسان مجزىٌ بعمله وليس بعقيدته، فضلا عن خوضه فى أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، وتفسيره الخاطئ لكثير من الآيات.
هذه الخرافات وغيرها الكثير، التى استخدم فيها صاحب الثورة على جمود العقل ، عقله بصورة فيها كثير من الشطط دون التزام بالقواعد التى يلتزم بها العلماء فى فهم ومعرفة معانى وألفاظ القرآن، أثارت غضب رجال الأزهر، فشنوا عليه حملات عبر وسائل الإعلام، دحضوا فيها أفكاره .
أقول : نعم غضِبَ رجالُ الأزهر، ولكن الغضب وحده لا يكفى، إذ لابد بوصفنا بلدا إسلاميا يضم الأزهر الجامع والجامعة من تكميم تلك الأفواه المتطاولة على حِمى الإسلام، الساعية إلى هدم ثوابته، وذلك بعدم تمكينها من الظهور على الفضائيات، منعا لتشويه معتقدات الناس ، ومنع بث برامجهم الهدَّامة، ومقاضاة أصحابها، فضلا عن تفعيل قانون ازدراء الأديان، والتطاول على الصحابة والأعلام ومن قبلِهم الأنبياء والرسل، وتضييق ثوب دعوى (حرية الإبداع) الذى أضحى فضفاضا؛ ليعلم الناس أن أمور الدين ( خطٌ أحمر)، مع ضرورة تجريم الفتوى فى الدين لغير أهل العلم، صونا لحِمى الإسلام الذى رتع فيه المتفيهقون، وأمسى كلأ مُستباحا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى