لمحة نقدية في آية قرآنية:وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا..

بقلم: أ. روان أحمد شقورة

في بحر الإعجاز خطى قلمي النقدي اليوم، فسأضع بين أيديكم رؤية وتفسير وتحليل جديد؛ ليسطع نور العقل والقلب حين الاهتداء والتفكر والتوغر عند تأمله.

قال تعالى : ( [6] وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [7] فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [8] قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [9] وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [10] ) سورة الشمس

هذه الآية القرآنية، اختزلت معاني الوجود وما بعد رماد الجسد، فقد أقسم الله تعالى في النفس (النفس البشرية ومستودع الغرائز والشهوات الإنسانية)، ثم عطف القسم باسم موصول بمعنى- الذي – أي الذي فطر وخلق هذه الشهوات، ثم نسقت الآية بأسلوب بلاغي – الإيجاز – حين سرد الازدواج والتضارب بين نفس الجسد الشهوانية ونفس الروح الملائكية، فامتزج في هذه النفس الفجور والتقوى ، ثم أتبع الآية بالجمال البديعي للف والنشر غير المرتب: حين أكد على فلاح من يزكى  ويطهر النفس من رذائل الشهوات التي تناسب معنى التقوى في الآية السابقة، وأكد على خسران من اتبع شهوات الهوى  وهذا يناسب الفجور في الآية السابقة… وهكذا يا بن آدم لخص لك خالقك نفسك ومستودعها، ووصف لك ازدواجها، وما ينجيها من الآثام لنجاة من فجور اتباع شهوات الجسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى