رسائل متوحشّة

أريج الديري | سوريا

(1)

بريدي يخورُ منك

رائحةُ الأرضِ ملونة بالحديدِ المُنصهر من طرفِ الحنين

الشقاءُ يمُدّ السلام للمارّة أجمعين، وحدي من صافحته بك ورددتُ السلام

عيناكَ هما المرادفُ الأصلي للدفء ، فهل وصلتك تكتكةُ الحروفِ من فمي؟ ووهجُ الجليد

نجومي مُطفأة ، وشمسُكَ غائبة منذُ قرنين، لا النجوم تشتعل ولا الشمس تبتسم لتضيئها

مقبرةُ الأيام تُبنى عِند مشارف الغياب، والموتى ينادون تعال

الشوارع تنظرُ إليّ خلسة وتوشوش بعضها: أليست هي؟ ماحالُ عينيها وأينَ تلك الضحكات؟

نعم أنا، عيناي سرقتا الليل وخبأنه في جيبها، والضحكات اعتزلتني.

 

(2)

أنغمسُ في أسفلِ كل نصٍّ أكتبُه و يكتُبني

أرى في ضفافِ كلِّ شطرٍ أغنية ترنُّ في أرجاء الصفحة

 فتهتزُّ الأمسيات في رأسي وتبدأ رقصة الفناء

تترنَّم الأقدام على إحدى شواطئ لحظةٍ منسية، تعانِق

قُبلةٌ شفاهَ احتضارٍ كما يعانِقُ البحر الرمال

فيستبدُّ الفؤاد

تتسابقُ النبضاتُ نبضةً نبضة في حضرةِ خيال، فتفوزُ

دائما الظلال وتعودُ النبضاتُ أدراجها وتجثو على خيبةِ

الحقيقة في محاولةٍ َّ  فذّة استقطابِ سراب

البحرُ واسعٌ وكبريائي أيضاً! 

قادرٌ على ابتلاع أيّ فكرةٍ تحاول التسلل إلى قلبي بكلمة

“عودة” فأسماكُ الكرامةِ يقظة لو سهى القلب، تُفتت الفكرة وتجعلها طعام الغداء

أنغمسُ في كُل نص للحظات، أخرج منه مبلّلة بك

لكنّ الشمس تلتفُّ حولي كلّ شروق عند كُل صباح

فأجفُّ منك تماما بدايةً من خصلات شعري وحتى أطرافِ

أصابعي.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى