انا لست أنا

احمد دحبور / فلسطين

خيم على جلستهما صمت يشبه صمت الصحراء، لا صوت سوى رجع الصدى وطنين الافكار المتعبة، يوسف ، تكلم مضى ساعتين دون أن تحرك لسانك ببنت شفة، لم تمعن في تعذيبي؟
يا الله ! ماذا فعلت بي ، لترمي على كاهلي اسمال من التعب؟!
بقيت تندب حظها، وتلطم على خديها مرة واخرى تلوذ بالصمت، وتضم كفيها ككاهن بوذي وترفع عينيها الى السماء
حل الظلام هدت فرائصها وذهبت في غيبوبة نوم القت الشمس باشعتها على وجهها الكالح بالصفار كانه وجه ميت ، تلفتت يمنة ويسرى لتجد يمامة تبرم هديلها على جذع العوسج …يوسف..يوسف …يوسف لا احد يلبي النداء يرتد عليها صدى الصوت ..ضحكت اليمامة ونطقت اصبري حبيبتي…لقد سحلوه…رافقتها يمامتها الى أن استقر بهما المقام الى نبع توضأن بمائه وشربن حد الأرتواء …فجأة ظهر غراب وبيده خنجر ما أن اقترب منهن اذ بنقطة ضوء هبطت من السماء كنيزك احالت الغراب الى رماد وهن تحولن الى عنقاء طارت بهما الى السماء ….عند المنتصف شاهدن شعلة هائلة من نار وماء يقف بينهما يوسف مصلوبا بين غيمتين على معمدان رأسه في السماء الثامنة وراسه الاسفل في بيت المقدس متقاطع بضلعين مدببين راس الشمال ينغرس في صدر اوغاريت واليمين في ثدي افروديت …انفصلن كفراشتين احدهما وقفت على جناحه الايمن والاخرى على الايسر وطرن به من فوق طور الى وراء النيرفانا…
فرك عينيه واستعاذ وقال لي هل أنا ..أنا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى