اعتـــراف

سجى مشعل | فلسطين

 

إلهي مُنير الدّروب، قاصم ظهر العتمات، مُرسل النّجايا، مُدير الخفايا، ومُقيم الأقدار، رافع السّماوات، وباسط الأراضين، هل تسمعنا اللّيلة؟، لسنا نستفهم بِقدر ما نرجو أن نكون مَسموعي النَجوى، ومُجابي الدّعاء، مقبولي التّوبات، مَرحومين في السّماوات.

نرجوك وكلّنا تطلّع وتأمّل شديد في ماهيّة عطفك وإحسانك، لقد عفونا وتجاوزنا لتعفو عنّا وترحمنا، إلهنا مُتّقد القدرات قابل التّوبات اقبل ضعفنا واصطراخنا صوب النّجاة من تُرّاهات الأقاويل، إنّنا تغيّرنا وبدأنا نحصد قيمة الأيّام، كلّ ما أنارته إرادتك فينا ما استطاعت الدّروب أن تُطفئ ذرّة منه.

في هذه اللّحظات نعترف بِبوادر نقصنا، وشُحّ طلبنا في بقيّة الأيّام المُعتادة، وانعدام رغبتنا في التّذلّل أمام أحد، لكنّك الوحيد الماسح على القلوب، شافي ظمأ الطّالبين والمطلوب لهم، أجب النّجوى وارفع لنا الدّعوة.

تظاهرت علينا الأيّام وأصحابها، ومن ثمّ تقلّبت الأحوال واخشوشنت في دواخلنا، وسماواتك الصّافية كانت تفتح شهيّتنا على الطّلب في كلّ مرّة، نلاحق الأحلام والأمانيّ مُتناسين الواقع وحضرة ولوجه البائسة في هذه اللّيلة.

لقد سجّلنا دخولنا في قائمة المُقبلين إصرارًا وترجّيًّا، نطلب منك أن تُزيل عنّا العثرات وكارهينا، أن تُميط الفارغين عنّا، وتمنحنا القوّة في التّكاشف أمام السّيّئات ومواجهتها لِتَفرّ بلا عودة.

لقد فتحنا أذرعنا كما نفعل مُعتادين غير خائفين أو خائبي الرّجاء، نبسطها على ملء اللّيالي واتّساعاتها، نخاف أن نحترق أرقًا وقلقًا ويشقّنا ليل الانتظار، ولأنّك موجود تتداركنا في المخاوف جئناك راجين ألّا تجعلنا شوكة في حلق الأيّام وأصحابها، وألّا تتركنا لأنفسنا كي لا تخذلنا طبيعتنا في التّماطل وتمطّي التّناسي على حبل رفيع يُقطع في أيّ حين ومن ثمّ نعود إلى نقطة البداية في أيّ لحظة، واجعلنا نتدارك المواقف وأصحابها، ونعرف متى نأتي ومتى نرحل غير آبهين بكلّ الشّرذمات المُحيطة، وبكلّ الطّعنات القادمة صوبنا، وأن تجعلنا ودودين، رؤوفين، رحيمين، ذوي وداد، غير مُبادرين بالأسى أو الأذى، مُترفّعين عن صغار القوم صافحين عن زلّاتهم وحماقاتهم، أجب نجوانا أجب دعوانا يا حبيبنا الرّحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى