متى ستتغير؟

سمير الجندي /فلسطين

اسمع في كلامهم نكتا غير محتملة في وقت ساخر غير محتمل. يبدو كل شيء في صور أخرى. وثمة قوة تدفعنا نحو الجهة المقابلة. ثمة تدفق وحشي عبر التهذيب الراقي المرهف.. ايكفي ان نعمل بعشق كي يتجلى النجاح، وتحدث السيطرة على النفس؟ ربما تصبح خدمتنا لما نؤمن به يتعدى الأفعال بصيغة المتكلم… فأي شيء خارج اللون الطحيني يجعل الأعناق تبرز من ياقاتنا بشكل مستقيم بعيدا عما يجري من تفاهات؟ الأمر الذي يجعل الإبتسامات تظهر جلية على الوجه… وعندما نعود الى البيت ونجلس أمام الطاولة فإننا نلتهم طعامنا دون تحديد لمقياس رائحته او نمنمة التذوق على السنتنا الوردية… حياتنا كالماء. ولكن بعيدا عن الشفافية، الا انها بلا طعم او رائحة او لون… نشاهد الخبز قد تحمص وحصل على لونه المقرمش وندفع نصف اعمارنا لكي نشم رائحة الشعطة في الفرن… انوفنا ومعاطفنا وجلودنا بلا حماية. لا عيوب في نسيج قمصاننا البيضاء. وللون تقدير واحترام ومحبة… لا حيلة أمامنا بالرغم من ادعائنا التطور. فهل يا ترى نصل في تطورنا الى درجة وصلت اليها ادق المخلوقات التي نحتقرها، بل ونشمئز من شكلها…؟ ولو اننا دققنا اليها ونظرنا نحوها دون حكم مسبق، لتغيرت ربما احوالنا بعد ان نتعلم الحياة من تلك المخلوقات الدقيقة.. فلا نظن ان مراسنا صعب ونحن اقل من نملة ارادة وعزيمة.. ينبغي ان نعرف كيف نعبر عن انفسنا بصدق دون ان ننسى التفكير بكل شيء. ثم نتعلم النظر نحو الاشياء بعينين مفتوحتين وليس بعين واحدة… فهل نصل الى هذا المدى من الجرأة؟ كيف للمارة والشوارع والنساء يعودون الى حيويتهم في هذا الثلج المتراكم وكأننا نرى الثلج لأول مرة…؟ الشخصيات المرموقة اعلاميا تدفع بقضيتنا إلى الإهتمام.. وامام العيون وآلات التصوير ووفق نظام صارم وابتسامات سياسية يتناولون اللقاح… يبدو الأمر خال من التعقيد واننا تخلصنا من عبئنا وسنعود إلى الزمن “الجميل” فهل سنجرؤ وهل سنتعلم كيف نحكي؟ وهل سنصبح مجموعة اضافية من الجنرلات يملأنا الأمل؟ وسيتسنى لنا عندها المشاركة في حلقات فكرية دون احراج وبعيدا عن الملل؟ وكبف لنا ان نتحدث بمرح دون انتظار أمام حاجب متسلط يقف أمام الأبواب المغلقة؟ ومن له صلاحيات مطلقة في صرف روشيتة دواء لأمرأة تحمل بين ذراعيها طفلا يتملكه الوجع.. ولا يبكي؟ صورة لا انسانية او ربما تغرق في انسانيتها أمام النظام الذي يحدد كيف تصرف الأمور… الهم يتصبب من وجه المرأة المتألمة.. التي تجاوزت الأربعين ولكنها تبدو كمن عبر السبعين منذ زمن… العدل يترنح وقد يرتمي بين اقدام طفل لا حول له… ربما اصاب الكون ورم يحتاج الى استئصال…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى