قبس من الإيمان

سجى مشعل | فلسطين

الرّقّة مألوفة على القلوب الرّقراقة، ذووها دموعهم مِهراقة تنثال مع كلّ وجع تقذيةً لِهموم الأمس، فالقلوب الّتي يحبّها الله دمعةُ أحداقها سائلة من وجنتيها رقّة وخشية، والرّحيم من الأفئدة ذاك الّذي تطيب له الحياة بِترف الرّضى لذاته وحبّ الخير لِمَن سواه، فَمَن ابتغى أجرًا عظيمًا عند سخيّ العطاء وجبَ عليه حُكمُ الإيمان بالخيرات الّتي تعمّ على الجميع، أمّا مَن كان منها أكثرَ قدرة على كظم الغيظ والصّفح عن النّاس كان أعلاها قدرًا وأجلَّها شأنًا، وليست من العباد على آخر مِنّة أو فضل إنّما الفضل كلّه لِعليّ الشّأن مُتجبّر القَدْر مُتعالي النُّعوت على مَن سواه، ثمّ إنّ البكّائين أمامه ليسوا رأسًا برأس مع مَن يبكون أمام غيره رغبةً في الإعانة على الشّدّة، وقد يغار الجَبّار على بُعيضٍ ممّن يُرخون أثقالهم على البشريّين غير القادرين على حَمْلِ ثِقل رأسين في جسد واحد فَيردَّهم إليه راغبًا في تقذية الأحزان، والإعانة على درء الهوان، ومن ثمّ مَدّهم بِفضلِ الإقبال عليه ورغبته صوبهم في الإذعان، ولن يتركَ مُكاشفتهم تهبّ مع الهَباب في الرّيح السّائرة، وهذا قسمٌ منه غليظ، غليظٌ ذو بأسٍ على مَن أدرك حجمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى