9 كوراث لم نستعد لها بعد كورونا.. كان الخبراء عارفون بقدوم الوباء

ترجمة وتعليق | أ.د. علي حسن فياض

Prof4translation@gmail.com

مقالة نشرها الصحفي الأمريكي غاريث م. غراف في مجلة البوليتكو* بتاريخ 8/5/2020، تعرض تقيمييا للتهديدات المحلية لما يدورفي الولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظر المجلة المذكورة، والتي سنتعرض لها بشيء من العجالة، وسنستخلص منها الدروس المستقاة التي ستفيدنا كوننا كيان في المنظومة العالمية سنخضع لتأثيراتها حتما.  

لاشك أن العنوان مخيف، يشير بإختصار “بأننا رغم علمنا (منذ عقود) بقدوم مثل هذا الفيروس” القاتل (كوفيد-19)، لكننا لم نستعد له (وخصوصا في الولايات المتحة الأمريكة)، ولا ريب في بقية أنحاء العالم.  ويذكر ان المخابرات قد أصدرت- كما عادتها سنويا- “تقييما عالميا بالمخاطر”، ولكن “تم إلغاء جلسة الاستماع العامة (العلنية) بشأن التقييم، التي تُعقد عادةً في يناير أو فبراير” بسبب قلق قادة المخابرات “من أن تؤدي تعليقاتهم” الى إغضاب صاحب الأمر.   ويذهب الى القول الى أن مايحصل من خسائر مادية وبشرية واجتماعية هو نتيجة لهذا التعامي/العمى.

ثم يتطرق التقرير الى انه بغض النظر عن الأوبئة التي تظهر كل عقد أو عقدين، فهنالك مخاطر قصيرة المدى (خلال السنوات 5 القادمة)، وأخرى متوسطة (15 سنة)، والبعيدة (50 سنة) على التوالي. 

الأولى:

  1. التطرف القومي (الأبيض) الذي ينتشر بصورة مضطردة ومخيفة في أمريكا وفي مختلف أنحاء العالم، وما قد ينجم عنه من هجمات إرهابية عنصرية أو دينية أو إجتماعية، وما قد يصاحبها من ردود فعل. خصوصا ان مثل هذه التيارات قد وصلت لقيادة الدول الكبرى والديمقراطية، كما نرى.
  2. العبث الألكتروني في البيانات والحقائق لتقويض “الثقة والحقيقة بإعتبارهما من أسس المجتمعات الحرة والمفتوحة”. ولأن ذلك ان حصل “سيتسبب في فوضى في المجتمعات المفتوحة ويترك مجالا لاتجاهات استبدادية.” وخصوصا التلاعب بالاسواق المالية والمصرفية، وغيرها.

الثانية:  المتعلقة بالأمن الحيوي (بايوسكيورتي) والتي تأخذ أشكالا أربعة هي:

  1. الأحداث الطبيعية (مثلا كوفيد-19)
  2. حوادث المختبرات
  3. الأرهاب البايولوجي
  4. الحرب البايولوجية

وقد أدى التطور التكنولوجي وزيادة أعداد سكان الأرض الى نمو الأخطار أعلاه والى قيام بعض الدول والجماعات بقصد أو دونه بإعلاه، “وخصوصا مع التحديات القادمة الناشئة عن التقدم في تعديل الجينوم البشري أو العواقب غير المقصودة أو سوء الاستخدام النشط لتقنيات تحرير الجينات (كرايسبر)” التي قد ينجم عنها “تقطيع الحمض النووي للجيل القادم” و”فكرة خلق البشر الخارقين”، خصوصا من قبل الأنظمة الاستبدادية.

الثالثة:

  1. الحروب النووية، وخصوصا تلك غير المقصودة/ العرضية
  2. “الإرهاب النووي”

ويشير التقرير الى “بدأ سباق تسلح نووي جديد للقوى العظمى، حيث تضخ إدارة ترامب مليارات الدولارات على الأسلحة النووية، يقابلها انهيار معاهدات تحديد الأسلحة الرئيسية، مثل معاهدة القوى النووية متوسطة المدى والسماء المفتوحة، وسط خلافات مع روسيا، أو نزاعات مع الصين وكوريا الشمالية وإيران.

  1. تغير المناخ، الذي هو ” وصفة لسلسلة تبدو وكأنها لا تنتهي من الكوارث الإنسانية وعدم الاستقرار الجيوسياسي”، حيث “”من المرجح أن يؤدي التدهور البيئي والإيكولوجي العالمي، بالإضافة إلى تغير المناخ، إلى زيادة التنافس على الموارد، والضيق الاقتصادي، والاستياء الاجتماعي والمخاطر المناخية … وهي تكثف وتهدد البنية التحتية والصحة والمياه والأمن الغذائي”.

يمكن للراغبين في الاطلاع قراءة تفاصيله على الرابط المرفق هنا، ولكن ماهو المطلوب منا محليا وإقليميا وقوميا، جماعات وأفراد، وبإختصار:

  1. جهاز رصين للتنبوء بالمخاطر (مهما كان نوعها)، ويضم كوادر وطنية مؤهلة تأهيلا عاليا في مختلف المجالات، على ان تكون له فروع/لجان/فرق في كافة مفاصل الدولة العامة والخاصة تقدم تقاريرها الدورية والاستثنائية حسب التسلسل صعودا.
  2. مركز الفرز والاستجابة، الذي يتخذ القرارات اللازمة فيما يتعلق بأي من المخاطر المحتملة.
  3. تعزيز أسطول الاسعاف والدفاع المدني بشريا وماديا، وتفعيل ورشات الاسعافات الأولية وفقا لبرامج تعدها الجهات ذات الصلة، مع رسم سياسة لتوحيد وجمع كافة جهود الجهات ذات الصلة بها عند الحاجة بشفافية ويسر.
  4. توفيرخزين غذائي/سلعي استتراتيجي، مع تطوير مصانعنا ومعاملنا بما يوفر له السلع المطلوبة.
  5. تغيير التربية والتعليم والتدريب التقليدي وحسبما يتوافق مع متطلبات التطور التكنولوجي (انظر دراستنا “حتمية التغيير الاستراتيجي للتربية إستجابة لمتطلبات عصر الذكصنعي” المنشورة في http://independent.academia.edu/AliFayadh)
  6. آليات للحفاظ على الموارد والبيئة وتنويع مواردنا الذاتية التي تبعدنا عن الهدر والحاجة للآخرين قدر الأمكان في مختلف المجالات، وخصوصا الزراعة والصناعة والثروات المتوفرة لدينا، وما يرافقها من ممارسات ادارية ناجحة.
  7. التركيز على الصناعات الاستراتيجية العمانية المتعلقة بالدواء والاجهزة والمستلزمات الطبية وتأهيل الكوادر الوطنية القادرة على إدارتها.
  8. توفير المستشفيات الثابتة او المنقولة وتزويدها بكافة المستلزمات الأساسية المتعلقة بالسلامة الشخصية ومعدات الطواريء وأدويتها، وكذلك بناء الملاجيء الآمنة للوقاية من بعض أنواع المخاطر.
  9. تعزيز القيم الانسانية الخالدة والشاملة في تراثنا العربي والاسلامي وتعزيز الانتماء للأمة والعمل الصالح والقيم السامية البعيدة عن النزعات الانانية الضيقة أو الشوفينية.

لاشك أن هنالك أمورا كثيرة يمكن إيرادها أو اقتراحها لتعزيز قدرتنا على تفادي المفاجأة قدر الأمكان، وأنا على ثقة ان الجهات ذات الصلة والمهتمين لهم باع في هذا المجال وتصميم على حفظ مصالح الوطن والأمة.

والله من وراء القصد.

المصادر:

https://www.politico.com/news/magazine/2020/05/07/experts-knew-pandemic-was-coming-what-they-fear-next-238686https://www.politico.com/news/magazine/2020/05/07/experts-knew-pandemic-was-coming-what-they-fear-next-238686

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى