ثلاثة نصوص سريالية

زكريا شيخ أحمد | شاعر سوري يقيم في ألمانيا

(1)

(ليسَ لك دورٌ يُذكَرُ)

هناك دائماً شعراءٌ عِظامٌ ؛

لكني لستُ واحداً منهم  بكلِّ تأكيدٍ .

هناك دائماً الفائزُ رقم واحد ؛

لكنهُ ليسَ أنا بكلِّ تأكيدٍ .

 

إنْ أدركَكَ النعاسُ و كنتَ نصفَ ثملٍ ؛

أطفئِ الأضواءَ  ،

لا تترك منفذا لأيّ ضوءٍ ،

استحضرْ كاملَ العتمةِ

و اشربْ اشربْ 

حتى تثملَ تماماً .

لا تذهبْ للنومِ إلا و أنتَ ثملٌ تماماً

أو رصينٌ تماماً .

 

ليسَ لك أيُّ دورٍ يُذكَرُ

الدورُ  للصُّدف ِ .

 

ليسَ لك أيُّ دورٌ يُذكَرُ ؛

ما سيكونُ سيكونُ .

 

ليسَ لك أيُّ دورٍ يُذكَرُ ؛

الدورُ للأمكنةِ ،

للتواقيتِ ،

للخططِ التي ليس لك فيها أيُّ دورٍ يُذكَرُ .

 

إننا نتعايشُ معَ كلِّ شيءٍ غصباً عنا .

(2)

(هنالك قصة)

لا أحب الهدوء الذي يسبق العاصفة

أحب الهدوء الذي يعقب إنتهائي من كتابة قصيدة .

هدوء مدته طرفة عين .

هنالك قصة ؛

ليس لها عنوان .

ما من مقدمة للقصة

و ما من  خاتمة .

ليس في القصة حوار

وما من عقدة فيها .

هناك بطل في القصة

و هناك أيضا بطلة .

البطل لا يعرف البطلة

و البطلة أيضا لا تعرف البطل .

ليس للمؤلف أي دور في القصة .

القصة قد تنتهي قبل أن تبدأ .

ليست هذه القصة الوحيدة التي قد تنتهي قبل أن تبدأ ؛

فبداية كل قصة نهاية قصة أخرى

و نهاية كل قصة بداية قصة أخرى .

(3)

(شخصٌ واحدٌ فقطْ كافٍ)

شخصٌ واحدٌ فقطْ

قد تلتقيه صدفةً

فيستوعبُ أحزانَكَ ،

يمدُّ صوتَه طويلاً طويلاً

ليلفظَ اسمَكَ بكاملِ وساعتِهِ .

 

شخصٌ واحدٌ فقطْ

قد ترسلُهُ لكَ الحياةُ ،

يذيبُ احزانكَ

كما يذيبُ الأسيدُ

الزجاجَ و العظامَ و الحديدَ ،

شخصٌ واحدٌ فقطْ كافٍ

إنْ عثرْتَ عليه

كسبْتَ العالمَ .

 

لا تفرطْ بِهِ حتى لو كانَ حقنةً

و كنتَ انتَ عضلةً .

لا تفرطْ به حتى لو كانَ منجلاً

و كنتَ انتَ سنبلةً .

لا تفرطْ به حتى لو كانَ مطرقةً

و كنتَ انتَ مسماراً .

لا تفرطْ به حتى لو كانَ مسماراً

و كنتَ انتَ جداراً .

لا تفرطْ به مهما كانَ الثمنُ .

 

لا تفرطْ به حتى لو كانَ الثمنُ حياتَكَ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى