فلسطين

ماجد الدجاني | القدس – فلسطين

 

في ليل الأحزان يسطع وجهك

هذا زمان التشرد للحب

هذا زمان التيتم للأغنيات البريئة

لكنما الشمس ترفض ثوب الحداد

كما يرفض الثوب أن يشترى بالمزاد

وفي غلس الحزن يسطع وجهك

في قمة الجوع يأتي هواك شرابا وزاد

تزيد المنا في تقاطيع وجهك ضوءا … رسوخا

على صفحة الذاكرة

وما زالت الريح توقد جمر الهوى رغم كوم الرماد

///

أنا حجر رذلوه طويلا

ولكنه صار رأسا لزاوية الانعتاق

وزاوية الضوء

صارت جراحي نوافذ يدخل منها الضياء

وصارت عيوني دهاليز توصل أرض الجياع

بباب السماء

وكل يغني لليلاه

وتبقين حبي الذي يرتقي فوق كل الصفات

ووشما تغلغل من سطح جلدي لقعر الشرايين

تبقين حبي البائي

ولا زال صوتك كالبحر يحمل موجا من الكبرياء

ما زال حبي وأنت كما الغيم يعرف كيف اتجاه الرياح

وتبقين في الحرب ضد الضغائن أقوى سلاح

يدور الزمان ولا بد من فرحة للحزانى

ولا بد أن يتوفر يوما لكل العراة الكساة

يدور الزمان ويمنحني الجرح منى وسلوى

وتمنحني آهة الدامعين طعاما وماء

دمي صار محبرة للكتابات

جرحي تصف عليه حروف الجرائد

حزني طعاما لكل الوكالات

لكن للحب مقدرة الماء حين يشج جبين الصخور

وفعل البراكين حين تثور

ومن يعرف الفرق بين البراعم والعطر

ومن يعرف الفرق بين هواك المعتق من اول العمر والانتماء

لكون من المعدمين المحاط بأغلفة من شقاء

قواميسهم اتخمت بالمعاني الجديدة عنك

ويلفظها الدهر

يحفظ تاريخنا مثلما يحفظ القلب كل تفاصيل وجهك

خضرة عينيك

حبي يهاجر سوسنة للحقول التي حرقوها

واسمع صوتك ما زال يهمس

جرحي لأجل الشجر

وجرحي لأجل القمر

وجرحي لأجل جميع البشر

واذكر، كيف سأنسى وحبك بين الشرايين يقطن

ينبض في القلب

لا باس جرحي توزع مثل البطاقات تهنئة ضمن أعيادهم

لعنتي في تراتيلهم

قسموا جثتي في جميع الجهات

ولكنني استعيد الشظايا

وحبي تألق قام ليحيي العظام الرميم

ويشرب نخب نزيفي … الكثيرون

كل يجدل حسب طريقته حبل مشنقة لي

وتقطع أحبالهم … آهـ حبي

تلقفت ما يأفكون … وما يجدلون

وأغنية الطفل صارت لهم … خنجرا في الصميم

وما كنت أخشى التشرد في مدن الأرض

أخشى التشرد داخل ذاتي

ففي كل مقبرة كنت أعلم حبي لكل الشواهد

وفي كل مملكة كنت أعلم حبي لكل الزوايا

و أرسم وجهك في كل أنحاء هذا الزمان

المعبأ حقدا علينا

وأبقى كبوصلة رغم بعد المسافات

ارنو لوجهك … أحمل كل المنافي اليك

يصير التغرب تغدو المنافي حنين اللقاء

ولو قيل أنك قاتلة الأنبياء والمرسلين

سأبقى أحبك في كل دهر

وفي كل حين

تجول في مدن الأرض أحمل حبك مثل الصليب

رأيت جميع الجراح جراحك

كل الشقاء شقاؤك

ما زلت احمل وجهك تأشيرة للمرور

إلى مدن حرموها على العاشقين

وما زال يرفضها الجند عند نقاط الحدود

و أرفض تغيير اسمي

وتغيير شكل انتمائي … برغم السدود

وأرفض كل البدائل

احبك

ما زال حبك دما عجيب الكريات

يدخل كل الشرايين … كل الفصائل

ويسعف كل المصابين بالحزن … باليأس

يمسح كل الرذائل

ما زال ترنيمتي في جميع التراتيل

ما صوتي بكل المحافل

فمن ينزع اليوم نسرينة العشق من مهجتي

من ترى ينزع الضوء من بؤبؤ الشمس

من ينزع الغيم من قبعة الريح

من يردع الموج عن حبه للسواحل

أنا قيس هذا الزمان وإن كان حبي جنونا

وإن كان كفرا فاستغفر الله من كل ذنب

سوى ذنب حبك أحمله ضد كل القبائل

لأمسح عن رمش عينيك تلك الدموع

لأمسح عن وجهك الحلو كل خطوط الكآبة

تعبر جراحي ضياء الشموع

يعيد هواك التعابير تبقين كل الحروف وكل الكتابة

ويتخذ الحب موقعه في خضم المعارك

يتخذ الشوق موقعه خلف تلك المتاريس من حلم الجائعين

وحبر السنابل حين تهب الرياح

وفي آخر الأمر … ترتعش السنبلة

وينتشر الخضب في الفترة المقبلة

ومعنى اجتيازك يا حب للمرحلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى