إلى حاتم علي.. المخرج

عبد الله الكعبي | سلطنة عُمان

أعيدوا ترتيب الوقت …
قفوا باحترام أمام الكاميرا والاندثار
هيا فلدي حوار مع الأندلس الكبرى
ضعوا لحية الخليفة الكثة في وجه العَظَمة
نحن أعظم الفاتحين …
غرناطة بيت من الحبّ والذبول والنهوض
غرناطة حاضرة القلب ومبدأ الحياة
غرناطة امرأة وشاب ونخلة
لا تكسروا المشهد الدرامي فلكل دمعة نازلةٍ نازلةٌ
أسحب هواء الماضي
وأبث في الحاضر… نحن
أبطالي العظام كنتم رائعين
أبطالي الصغار لا أحد منكم تأخر عن نطقه
أنا العاجن وأدواركم هي عجينة الأسى والاختيار
أبطالي … في المشهد الحزين توجد موسقى ذابلة
ليكن صوتكم صاخبا
أه من الموت
آه من الخيال
آه من القبلة
في العناق أترك لكما الحرية ولجمهوري الأبدية
أشكّل الحيرة وأبدع الدهشة
هل يكفي لحمنا كي نتقاسمه
المشكلة أننا نربح بقوة ونخسر بمثلها
و نجوع أكثر
لقمة واحدة لا تكفي لسد رمق الخيال
ولكن غصة واحدة تكفي لنبش هذا التاريخ
في المعركة أتعمد أن أريكم قوة الجندي وهو يخلع رأسا جبليا
وأعمل تسليطا ضوئيا على بقعة خضراء ملأى بالدم
الكاميرا مسرحي وأرضي
والممثلون مصنعي وابتكاري…
أما الواقع أكرهه …
فيه رأيت أحلامي حافية
والتغريبة زاحفة
أتخلى عن المرارة والحرارة
أليس للشعراء همة الابتكار
هكذا نحن حينما نصبح جميعا مخرجي هذ الظلام
لذاك النهار…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى