رسالة إلى مجهول (3)

هند خضر | سوريا

إليك …أيها البعيد ..القريب ..
ما زالت إشارات الاستفهام تدور في رأسي …وما زلت أتساءل: هل رحلت للأبد؟ !
إن رحلت للأبد فبداخلي باقٍ …و المسافة تفصيل سخيف في قاموس المحبين …
أسكنتك دوماً حنايا روحي وأنت تعرف أنك لو طلبت الروح ما كنت سأبخل عليك بها …هكذا أنا تجاه من أحب ..سواء قريب، صديق، حبيب … أحب بجنون وأعطي بنفس المقدار ..
لطالما أسميتك دمعة شوقي و ليل انتظاري ..
لطالما كنت أخشى من لحظة الغروب ..ولا أقصد غروب الشمس وإنما غروبك عن حياتي ..وحدثتك عن ذلك وحدث ما خشيته ..
هذا غروبي …
أحن إلى فضاء قلبك .. بحر حنانك ..و رائحة عطرك ..
أحلم بالنوم كطفلة على صوتك المخملي ..تغني لي ..تربّت على كتفي لتمنحني هدأة الرقاد وأنام بعمق ..وينام الوجع ..
فأنا منذ زمن وعلاقتي بالنوم شبه منقطعة ..
آه من الوقت ..آه من الغروب وماذا يفعله بقلبي ..
وكيف تصبح الفصول كلها خريفاً بعيني؟ !
هذا غروبي …
يكفن وجهي ..يقسمني نصفين ..يؤرق مضجع قلبي ويسلبني راحتي و يسرق مني أيام العمر ..
هذا غروبي …يدفن ابتسامتي في مهاوي الوجع ..يطفئ بريق وجهي و يجردني من الجاذبية ..فأبدو مريضة وحتى كتاباتي تمرض ..
لغروبك عني في داخلي ذكريات لها أنين وضجيج ..
تجعلني أشتهي النوم لعدة أعوام ..
أدعوك إلى عالمي لتكون منارته ..
أدعوك إلى صباحي لتكون شمسه ..
أدعوك لتمنحني إشراقة الصباح فقد أتعبني الغروب وغيّر ملامحي ..
أدعوك لتحيي أزهار روحي بسقياك فقد ذبلت في بعدك ..
إن كنت تقرأ ساعدني لأجدك …
يتبع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى