سوالف حريم.. من بعوضة الى ذبابة

حلوة زحايكة | القدس – فلسطين

ومن كثرة ما عانيت من لسعة البعوضة اللئيمة، بدأت البحث عن المكان الذي دخلت بيتي منه، وتفقدتّ شبابيك البيت ووجدتها جميعها سليمة خصوصا شبك السلك الناعم الذي لا تزيد فتحته عن خرم الابرة، ويستحيل على أيّ حشرة مهما كانت صغيرة أن تدخل من هذه الفتحات، وخرجت أتفقد حديقة منزلي لأرى إذا ما كانت “عشائر”البعوض تستوطن ورودها، ولم أجد أثرا لأيّ بعوضة، أو بالأحرى لم أشاهدها بعينيّ إن وجدت، لكنّني شاهدت ذبابة بحجم أكبر من المعتاد، وطنينها مزعج، وكأنّي بها قد شاهدتني، فأخذت تدور حولي وكأنها تريد أن تحط هي الأخرى رحالها على وجههي، فنهرتها بيدي وأنا أقول: ما نجونا من بعوضة صغيرة، فكيف سيكون حالنا مع ذبابة أكبر حجما؟ فهربت منها الى داخل البيت، واذا بها تلحق بي وتدخل البيت أمامي، فقرّرت القضاء عليها، وانتظرتها حتى تستقر على مكان معين كي أهرسها بنعل حذائي، فواصلت طريقها من خلف برداية الى الفضاء الخارجي الذي يطلّ من الشّباك، وكانت تناطح الزجاج ظنّا منها أنّه فضاء خارجي، ففتحت لها الزجاج وسقتها بحذائي الى الخارج، وشعرت بفرحة النّصر وإن كانت على ذبابة، لكنها لفتت انتباهي بأنّ البعوضة قد دخلت البيت من الخارج مع أحد الدّاخلين، وضحكت من نفسي لانشغالي بحشرة بسيطة، لكنها في المحصلة هي من طرحتني وانتصرت عليّ، ولم ينقذني من سمومها سوى ربّي ومهارة الأطباء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى