ترنيمة الصباح

د. خضر محجز | فلسطين

﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ (النمل/40)
لم يكن نبيّاً، لكن كان بينه وبين مولاه سرُّ، فناداه بما بينهما فكان ما أراد.
هوذا معنى الاعتقاد، لا كلمات تُدَرَّسُ، ولا شقشقات تُرَدَّدُ.
ولو نظرتَ إلى الذي هاجر إلى الله، فأدركه الموت في الطريق، كيف وقع أجره على الله، لعلمتَ أن قليلَ الإخلاص خيرٌ من كثير العمل.
ووالله الذي لا إله إلا هو، لا أعلم إن كان ذلك يحصل بالاجتهاد، ولكني أراه يحصل بالرضا.
فمن لنا بِذَرَّةِ رضا، يتحقق من الله، فيتحقق بالله من العبد
رضي الله عنهم، ورضوا عنه
ولو لم يرض عنهم، لما رضوا عنه
ثم تاب عليهم ليتوبوا
ولو لم يتب عنهم، لما تابوا.
يحبهم ويحبونه
ولو لم يحبهم، لما أحبوه.
فهل علمتَ الآن أن النجاة رزقٌ، وأن الإيمان لا يأتي به اجتهاد؟
سأقول لك شيئا عن امرأة صالحة تسمى السيدة شادية
التقت مولانا الشعراوي في مكة، وقد امتلأ قلبها حبا لله، وقالت وهي تبكي:
ــ ادعُ ربنا يتوب علينا يا مولانا
فدعا لها الشيخ
ولو لم يدعُ لها، فقد كان الله يسمع ويرى، لكنه ألهم الشيخ أن يدعوَ لها
فكان أنْ تابت توبة ليت لنا عُشْرَ معشارها، حتى قال الشيخ وقد سألوه إن كان تزوجها:
ــ ذلك شرف لم أنله
لا إله إلا الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى