دستور غوار

هادي زاهر | فلسطين

هناك أوجه شبه بين الكومديان السوري الكبير دريد لحام وشاعر العرب ” المتنبي” حيث كلٌ منهما أصاب الشوائب العامة بسهامه فالمتنبي وضع الحكم في بيت من الشعر، وأحيانا نستعملها دون ان نعرف مصدرها، وعلى سبيل المثال اذا احتد النقاش وشتم احد المتحاورين الآخر رد عليه الثاني ببيت من الشعر للمتنبي يقول: وإذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشّهادة لي بأنّي كامل، وإذا حدثت مأساة لدى ظرف استفاد منها الطرف الثاني يأتي قوله: “مصائب قوم عند قوم فوائد” وإذا كانت خيبة امل نقول” تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” وإذا أراد صديق ان ينصح صديقه كي لا ينخدع من المظهر يقول” إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنّ بأنّ الليث يبتسم” والامثلة كثيرة، اما بالنسبة لغوار الطوشه الذي رأى المستقبل القاتم الذي ستعاني منه الامة من خلال مسرحية ” غربة ” التي ألّفها الشّاعر المرحوم محمّد الماغوط وفي موقفٌ درامي يسأل المسؤول المعلم : “مين حَكّمَك على ها المساكين؟”.. فيقول: “دستور الضيعة” “ويطلب من الشّرطي أن يريه الدستور.. يتساءل الشرطي الأول وين الدستور؟”. يجيب الشرطي الثاني: “بالخرج”. الأول يسأل: “وين الخرج؟”. الثاني: “على ظهر الحمار” الأوّل: “وين الحمار؟”. الثاني: “موقوف”.
يلتفت المسؤول إلى الشرطي قائلاً: “قلتْ لي الحمار أكل الدستور؟ وكيف انهضم معه هيك دستور، وفي ظل الخنوع النظام العربي لا بد من أن نتذكر قرارات ما تسمى بالقمم، لتقفز إلى اذهاننا قصيدة مظفر النواب: “قمم.. قمم.. قمم.. معزى على غنم. جلالة الكبش على سمو نعجة على حمار بالقدم.. وتبدأ الجلسة لا.. ولن.. ولم.. وتنتهي فدا خصاكم سيدي.. والدفع كم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى