لا خارج في الخارج

عزيز فهمي | كندا 

 

استيقظت كعادتي
لم أجد هديل اليمام في الحليب
ولا صباح الخير منك
على صحن العسل فوق مائدتي
فهل أشتكي للنحل
أم أعلن توبتي أمام باقات الزهر؟
أُنَصِّب سكون حركات الجر
في سفر البدء
أم أطلب من الليل
هذا الصباح
قهوتي السوداء
أحصي كل التكهنات
وأنتظر سُكَّرَ الذكريات؟
لم يقبلني حذائي البني
استغربت من بلادتي
واستغفرت
فلا طرق في الخارج
أمشي فيها كما كنت أمشي إليك
لا خارج في الخارج
الداخل وحده يدغدغ غضبي
كي لا أغضب
يقاوم رغبتي
كي لا يتعب مني
فيفر إلى خارج عني
وعنه
أصيبت كل مدركاتي
بالسهو
حواسي الخمس بالدهشة
صرتُ أراني في كل زوايا البيت
حاضري واقف
كقطار معطوب العجلات
في الخلاء
مستقبلي على الرصيف
بحقائبه البيضاء
ينظرُ إليَّ
وينتظر
يتعدد المفرد فيَّ
وفي وحدتي
لأن الجمع فقَدَ جَمْعَه
في تطابق وحداتي
أخبرتُ مِرآتي المتعبة بوجوهي
أَنّي قلق جدا على ملابسي
أخافُ أن تَعْنِسَ في دولاب غرفتي
لا يراني مرة أخرى
فيها أحد
أخاف أن يحتل صمت الفراغ
جمجمتي
تًجِفُّ أفكاري كالسنابل في الحقول
لا يحصدها أحد
أخاف إِنْ طال هذا الحَجْر
أن يستوطن الداخل داخلي
لا يخرج مني
إلى أَنْ يتوحدَ الأزلُ بالأبد
أصير ترابا
تحته تراب
وفوقه حَجَر …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى