رسالة حب نائمة

عبير علي | سوريا

الشمس ترقب خطو دفئك
بعينيها ترمق ضوءك
تسكب شعاع أمل
ترتق قميص الرمل
بإبرة سراب
الغيم يغطي وجهها العابس
والظل يتوق للخروج من قفص الليل
الأرض شاهدةُ على وقعِ الخطا
الحجارة تئنُ وجعَ الصدى
النهرُ المتسارعُ بوحهُ
يبثُّ همومَ الثكالى…
انحناءة دهر ..
… آه وطن.
من عمق المدى
أبتهل نسائم عطرك
عيناي شاخصتان في ورد رفاتك
ما زالت الوردة في يدي
و نغمة صوتك
تترنح أفكاري على استحياء
تقطر ألماً
نسجتُ أنفاسي.. أصابعي
كفنا..
حملت بيارق اللقاء
أبثّك حنين العناق
وغمرة الطفولة.

أتذكرُ!!
حين تاهت الشفاه
.. أزهرت ياسمينا
واستفاق الكناري على ترانيم النبض
حين صرخ الجلنار… كفى!!
نسغ عروقي انتفض
أزهار أمنياتي احترقت
وكلما رفعنا الموج
أطفأنا الزبد.
علّمْنا البحر المد والجزر
كلما باح القمر
وكيف يكون الغرق
تذكرة عبور.

أتذكر!!
حين رسمتُ وجهك الطيني
المعجون بالطيوب ..
… بأصابع طفلة تهوى العبث.
لطختُ أنفاسكَ بزفير شوق
عبرتُ بملامحك إلى.. جذع نخلة..
… رطبها استوى .. طاب واختمر
انهض !!
.. لقاء الروح أسمى عناق.
آثرتَ نداء الأرض.
….. أغراك دفء التراب
ورحَلتَ..
مسبيةٌ في انحسار الموج
لا الحنين يهدأ…
ولا الزبد ينطفئ
.. انهض يا أحمد!!!
الرمل اشتعل
طوابير المهاجرين … الهاربين..
رحلتْ دون انتماء
في جعبتها حنين ذكريات
وعلى جليد الحدود..
هوية لاجئ
مسبي الإرادة
بلا ملامح
كالغبار
انهض!!!
ما همني لحن العناق
و لا تباشير الفرح
روحي المسافرة فيك
تنبش رمادها
وشاهِدَتُكَ..
شهيد وطن
اسمه من نور
عاش في قلبي
و حلّق …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى