سجال بين الشاعر أشرف حشيش والشاعرة ثناء حاج صالح

جريدة عالم الثقافة 

قبل السجال دار حوار نقدي صاخب بين الشاعرين عبد الهادي القادود و ثناء حاج صالح فدخل الشاعر أشرف حشيش منتصرا بغضب للقادود ، وكانت النتيجة أن ترك منتدى الفصيح على إثر الحوار . لكنه عاد للمنتدى بعد سنتين بهذه القصيدة يقول 

أشرف حشيش

لكِ أن تردّي يا “صديقةُ” ما بدا = من صدق أخيلتي بجوّ المنتدى

ما ضرّ (مكّوكُ)القصيدةِ غيمةٌ = أوصى بها الطقسُ الحقودُ مهددا

هيهات. خزّانُ العواطف ثائرٌ = يذكى بمركبة الخيال الموقدا

وقفتْ له عبثا تُعكّر صفوهُ = ولقدْ تخطّاها إلى عالي المدى

فاستقبلتْهُ (مجرّةٌ) أقلامُها = ببلاغة الأنوار قد مدّتْ يدا

..

لترد الشاعرة ثناء حاج صالح بنص من أجمل النصوص :

لا ردَّ إلاّ ما يذيبُ العسْجَدا

دمعاً صُراحاً ساخناً مُسْتبْرِداً


أو يُدْمِعُ العينَ المكّحَّلَ جفنُها

أو يَكحَلُ الجفنَ المقرّحَ إثمِدا


نارٌ لديَّ وما لدى ناري لظىً

حَرْقاً بعود الزعفران تَعـَوَّدا


حَرَّ المذاق وما تبخّرَ عطرُه 

إلا بحَرْقٍ في المجـامِرِ مُرْمِـدا


فاعبر بمكّوك القصائد مَرْصَدا

ذَعَرَ النجومَ مطارداً متصيَّدا


واعرض حريرك في عكاظ المنتدى

إن شئتَ ردّاً لم تكن مترددا


نحن الجزيرةُ والطيورُ تؤمُّـنا

مهوى النوارس والقطارس في المدى


الشمس تمشُط بالشعاع “حشيشَنا”

والغيمُ رذَّ”حشيشَنا” قطرَ الندى

 

شَرْعُ “الأخوّةِ “ذاك حقاً شرعُنا

وحذارِ زيتاً للعداوة أوقدا


بَرْداً سلاماً من وِداد “أُخُوَّةٍ ” 

وكفى بخمـْدِ النار أن نتودَّدا

 

فيرد الشاعر أشرف حشيش بقوله :

دمعي وقلبي واليراعُ ونبضُهُ…هذي العواطفُ حقُّها أنْ تُحمدا

أسقيتُ سُكّر شوقها لأحبتي … وصببتها لهبا على هام العدى

ولكم أتيتُ أضيءُ لا متوسلا …نجم السما ضوءا. ولا متوعّدا

هذا عتادي قُبلةٌ وقصيدةٌ… بهما أخوض روائعي متجنّدا

في داخلي طيرٌ يغرّدُ حالما … أيَضرّ دنيانا إذا هو غرّدا!!

لا نار إلا النار عُذتُ بربها ..وبجنّة الإبداع جئتُ مُهدّدا

فدعي الفخار فإننا عنوانُهُ …بلدُ الطهارة والشهادة والفدا

الشعر منطقُنا وثورةُ حلمنا… تجدينه بصباحنا مُتجدّدا

الشعر ألطف ما يكون سلاسةً … الشعر ليس تقعرا أو جلمدا

كالروح يسكننا فيحيا بحره … _في عمقنا_ أدبا غنيّا أجودا

 

كان لقاء شعريا جميلا ساده الود والعتاب وأضفى حضور الشاعر الراقي عبد الهادي القادود عليه مزيدا من الألق بقوله

في بيتك الصوفي ألفُ قصيدةٍ
ماجت بتبر الوصف والألوانِ
.
من أيِّ زاوية ٍ عبرت صروحه
سالت عليك نسائم الريحان
.
والسحر يجري في جيوب بيانه
مثل النبيذ على شفاه حِسِانِ
.
يزهو فينتفض البيان بعطره
كالطير يفضح نشوة الرمانِ
.
وازدان عرس البحر مثل نوارس
ملأت حدود الكون بالألحان
.
هي لوعة الأشعار تطلق وعيها
فوق الشطوط بصحبة الكروان
.
ويروح نبضك بين بين مرافئي
كالموج يشعل شهوة الخلجانِ
.
يا صاحبي هتك الغريب ديارنا
ومضى يحاصر همة الصبيانِ
.
والكون يرقب نزف أرضي ضاحكا
متوضئا بثقافة الحيتان
.
هتك اللقيط عفاف قدسي وانتشى
طربا يهدد مكة الرحمان
.
وجيوش أمتنا تلوك شعوبها
مثل الأسود عديمة الأسنانِ
.
في كل فرْح نلتقي بمصيبةٍ
فنعانق الأفراح بالأكفانِ
.
والشمس ترقب سيرة الشعب التي
هزت غصون الكون بالعصيان
.
ما عاد يرهبنا الجبان بجيشه
ما عاد يخنق نشوة الشطآن
.
والحق ينبض في عروق شبابنا
مثل الرعود بصحية الطوفانِ
.
من ينقذ العربان من سكراتها ؟؟
لاااا شيء يوقظ غفلة العربانِ ؟!
.
رفقا رفيق الجرح إني لم أزل
أطأ المحال برغبتي وحصاني
.
وأشد أشرعة البيان بهمتي
صوب النزال ومربض الشجعان
.
لا حق يرجع بالخنوع وإنما
تأتي الحقوق بقبضة الفرسانِ
.
يا أشرف الشطآن قلبي مائجٌ
بالحبِ إن عقد العياء لساني
.
هذا حشيشك فوق سهل قصائدي
فاضت به الوديان في أوطاني

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى