سوالف حريم.. سباه الخير

حلوة زحايكة| القدس العربية المحتلة

أثناء عملي في صحيفة الفجر التي كانت تصدر في القدس، قال لي مدير الجريدة الإداري أسعد الأسعد “أبو فريد” من بيت حنينا، وهو مغترب فلسطيني، وكان يعاملني معاملة أبويّة، وأعطاني رعاية خاصّة عندما علم أنني ابنة شهيد، سألني ذات يوم:
ما رأيك بالزّواج من ذلك الشّاب الذي زارني بالأمس وشربنا القهوة معه، فهو شاب فلسطيني ثري محترم، يدير مصنعا لأبيه في لندن، ووالده يريد تزويجه من فتاة فلسطينيّة ليربطه بالبلاد.
سمعت ذلك وضحكت قهقهة وأنا أسأل:
هل تقصد ذلك الشّابّ الذي يقول:”سباه الخير”؟
فقال: نعم إنّه هو، وسيتعلمّ العربيّة، وسيوفّر لك حياة كريمة، سيشتري لك سيّارة، و”سيسنشلك” بالذّهب”و…و… إلخ.
شعرت أنّ الرّجل جادّ في كلامه، فقلت له:
أنا لا أعرف الإنجليزية، وهو لا يعرف العربيّة.
فردّ: ستتعلمان.
فقلت: أنت قلت أنّ أباه يريد أن يربط ابنه بالبلاد، فلمن أترك أنا البلاد؟
فسأل: ماذا تقصدين؟
فأجبت: شكرا لك، فأنا لا أقوى على فراق القدس مهما كانت المغريات، فدفاعا عنها استشهد أبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى