يشتق الحب النار

نداء يونس | رام الله – فلسطين

ليس من شيء خارجي،
والداخل فضاء للانتباذ.
الجغرافيات بقع النمش الصغيرة
خيام
زمن على “رزنامة”،
رمل على رمل
إذن، أين البيت؟
أقدام ترقص
تماثيل في متحف
مقبرة جماعية
بيوت من اللالئ والحصى
غابات
أنهار
كائنات
جسد يطارد هذه الأهمية،
والمتخيل ليس أكثر من مرآة.
هشاشة الخارج تربكني
كلما لمست شيئا صار صدى.
لم أختر الحزن رغم انني اعيشه
لم أختر الموت رغم أنه يشبهني
لم أختر الرقص رغم أنه وظيفة الأشجار التي لم تورثني جذورها فقط
اخترت الحب الذي لا يشبهني:
السقوط الحر فيه
يحولني إللى شلال
يطارد ظله
ولا يمكنه الكلام.
تربكني هشاشة الحب،
كلما لمَسَتْنِي لم يحدث شيء:
لا جروح أو علامات على تقدم السلالة
أو حتى بثور في الجلد
أو تشققات،
لا إشارات على ضرورة استهلاك العالم
والتجول بجسد نصف عار في اي منتج استهلاكي
أو بجسد مغطى بالكامل في اي منتج ديني
لعلاج خلل في مواصفات الكاتالوج
الذي يتحول الى واقع سلعة
أو شكل خارجي.
الحجارة على الشاطئ لا تحرك السطح الساكن
لكنه الداخل
فضاء الغيبوبة.
من الأحجار والاعمدة
من الحاضر الذي يتراكم مثل الدهون الثلاثية
في شريان القلب
من الماضي الذي يشبه لوحة اعلانات
لمنتجات -مثل المتخيل،
مصممة للبسطاء
من التفاحات التي لم تنضج بعد
من أنساق التوقعات
من الخوف الذي لا نعترف انه كائن طفيلي
او مستحاثة عملاقة لا يمكننا تجاهل تاريخها
لكنها لم تعد تنفع الا في مختبر
من الحنين الذي مثل الاجنة يعتاش بطريقته
دون ان ينتظر الاذن
دون ان ينتهي الا اذا انتهينا
ودون أن لا نعاني من عقدة القتل
حين نجهضه
في اي عيادة قذرة دون ادوات معقمة
او اذن من السلطات التي لا نأخذها الى الداخل حين نحلم،
من الحاجة إلى الاستعداد للأسوأ
من الحروب الإقليمية على ملكية الرب
وعلى اليافطات التي ترسم الحدود والهرمية
ومنطق الغيم في الخفة
والتعاويذ التي يمكنها ان تزيل الحسد
او تبطل اثر العين
والاشارات التي تأتي جاهزة،
من المركز – الذي لا يَرى عورة في الشعر
أو في الجسد
او طريقة قول اللذة
أو في قلب الاسطح كالآنية
من تسمية العمق خطابا
كما يسمون السطح حقيقة،
من الأشياء التي لا يمكن إنقاذها من الصورة
من وظيفة القربان
من الخلفية التي يجب أن لا تتبادل الأدوار
مع الصور في الواجهة
من الوعي الذي يجب يظل غائبا كما يراد،
من كل هذا
يشتق الحب النار.
تربكني صلابة العالم
الذي تهزمه
حين تحدث
هذه الهشاشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى