غبار المكتبة

د. مصطفى عارف| قاص وناقد – العراق

ثائر  صحفي كتب عن انهيار الثقافة العراقية بعد عام 2003, وعليه أن يجمع عيناته من أطياف المجتمع العراقي, قرر أن يزور المكتبة المركزية، وجدها بناية قديمة مهملة من سنوات طويلة، أخذ كاميرته, وهو يصور المكان.

فجأة.. انتبه إلى قطعة صغيرة متهالكة وغير, واضحة المعالم مكتوب عليها المكتبة المركزية أسست عام 1960,  التقى بامرأة كبيرة السن تبدو أنها مديرة المكتبة,  ترتدي ملابس طويلة  تغطي جسمها بالكامل, تلبس نظارة بيضاء كبيرة الحجم، تغطي نصف وجهها تجلس على مكتب أنيق قديم عليه مجموعة من السجلات، وفي الجهة الأخرى مجموعة من الكتب  يبدو أنها كانت كثيرة القراءة، أمامها على المكتب قصاصات ورقية قديمة تسجل عليها تاريخ استعارة الكتب.

– صباح الخير: ست            

–  اسمي  ثائر: صحفي.

-: صباح الخير.

هل يمكنك مساعدتي؟ بالطبع عزيزي تفضل اجلس.

-:  لم أر قارئا  داخل المكتبة ؟ 

-: اعلم أستاذ ثائر: إني أمينة المكتبة لأكثر من ثلاثين عاما، أعرف جميع الكتب، ولي معهن ذكريات جميلة.

-: كانت مكتبتنا عامرة منذ تأسيسها في الستينيات, يتردد عليها  القراء من المثقفين, والشعراء, والكتاب, وطلبة المدارس في العطل الصيفية , على مدار الأسبوع.

  الكل يطالع, ويقرا كل الإصدارات الجديدة, تعرضت المكتبة إلى السرقة, والنهب من قبل بعض ضعفاء النفوس, لكننا وقفنا بوجه السراق, معي أهالي المنطقة، والموظفين ,والعمال , منعناهم من سرقة الكتب .

 وحافظنا عليها إلى يومنا هذا ,ثم ضحكت.

-: قاطعها ثائر: لماذا تضحكين ؟ لان السارق سابقا يسرق الكتب  ليبيعها ,أما السارق اليوم يسرق المليارات، و لا يحتاج إلى الكتب.

– : قالت دعني أكمل لك أما اليوم لم يدخل المكتبة منذ عام 2003 أي قارئ , أو مثقف قالتها بحزن عميق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى