إِنْشَادُ الْجُثَثِ

فاطمة شاوتي | المغرب

هلْ أُصدِّقُ أن الطيورَ تُعَشِّشُ
في صدرِي.. ؟
كلما ضاقَ صدرُ الفضاءِ
أسمعُ زقْزقَةً وسَقْسَقَةً…
عندها يفقدُ الهواءُ أنفاسِي
فيدخلُ صمتِي…

هلْ أُصدِّقُ أن الذينَ رحلُوا عادُوا
من التراب… ؟
أصابعُهُمْ تشهدُ…
أنَّهُمْ الحِجارةُ الأُولَى
والحَجَرُ…!

هلْ أُصدِّقُ أنَّ الماءَ الذي كانَ مطراً
صارَ مسدساً كاتماً للصوتِ… ؟!
طلقةٌ قاتمةٌ آثمةٌ
جفَّفَتْ دمْعَ الغيماتِ…
ثمَّ عادَ نهراً
حين تذكرَ طَمْيَهُ…
فحمَلَ جسدَهُ
من رُفاتِ “فِيرْجِينْيَا وُولْفْ”….
و”بُّولْ سِيلَانْ”
فهل مازال في الأرضِ…
“مايستحقُ الحياةَ”
يا”محمودْ”.. ؟!

هلْ أُصدِّقُ أنَّ الإنتحارَ
دَوْرَةُحبٍّ//
أمْ ثورةٌ ثقافيةٌ… ؟
سافرَ في حقائبِهَا
“خليلْ حاوي”// و”حُسين حُورِي”//
بين لبنانَ والمغربِ…
تأكلُ القصيدةُ أصابعِي
ولا أُصْغِي إلَّا لصمتِي يرسمُ…
بِبِنْتِ شفةْ
أسماءَهُمْ…!

كيفَ لِلنَّوَّاسِيِّينَ أَنْ يموتُوا
في دِنَانِهِمْ.. ؟
وهمْ يلعقُونَ الموتَ بِكَاسَاتِ الشَّدْوِ…!
كَمَا الْحَسُّونُ
ينتحرُ حينَ يموتُ مُرَبِّيهِ….
كمَا التَّمُّ
قبلَ موتِهِ يشدُو شدْوَهُ الأخيرْ…
كمَا السَّمَنْدَلُ
يَحْلِقُ لِسانَهُ و ريشَهُ…
عندما يصلُ سِنَّ الْيٌأْسِ
ويفقدُ نَسْلَهُ…
فهلْ هيَ دَوْرَةُ المعنَى
أمْ تدوِيرُ اللَّامعنَى… ؟!

فهلْ يقفُ قلبِي على ساقٍ واحدةٍ… ؟
كطائرِ الْفْلَامِنْكُو…!
وأنا لا أملكُ منْ ريشِهِ الزَّهْرِيِّ…
غيرَ نشيدِ الطيورِ النَّافِقَةِ
في الهواءِ…
فكلما صعدتُ الْأَسَانْسُورْ
سقطتُ في الغثيانِ….
وتُمزِّقُ السماءُ تذكرةَ العودةِ
إلى الأرضِ…!
أدخلُ دُواراً
لا أعرفُ :
أهوَ جاذبيةُ الأرضِ أمْ جاذبيةُ القمرِ…. ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى