باب عم يبكي

قصة قصيرة لـ: ابتسام هلال

باب عم يبكي

غريبان على مقاعد صمتنا

نبوح بأوجاعنا على مهل

نتجاذب أطرف الحرمان بمكانين

..

بزمانين نجتر الذكريات نقاصصها

 لعلنا نهتدي إلى فنار يوما ننفض الغبار عن الصور نعيد تثبيت الساعة على جدار الحب الذي بات آيلا للسقوط منذ زمن.

نحاول تلميع النوافذ التي اكتست بأنفاس الود فيما مضى أصابها البرود وتهاطل نداها فتعذرت الرؤيا وحجبت الضوء.

نحاول لصق زجاجها الذي انكسر يوما وتهشم أترانا سنتمكن من إعادة صقله وتوهجه دون أن يبدو أكثر قبحا

هل ستعود المياه لمجاريها وإن عادت أتراها ستكون صالحة للشرب ثانية؟ هل سنخيط تلك الجروح دون أن ننظفها من الداخل أم سنكشط اليباس الذي تشكل على جلودنا وتعربدت

نفشل لأننا فتحنا الأبواب يوما على مصراعيها فتحناها أكثر من اللازم فعبثت الرياح وعصفت ودمرت وأودت بنا إلى كوارث عاطفية

فالورود ذبلت

الأوراق تمزقت

القناديل خفتت ونفذ زيتها

المسافات تباعدت ولم نتقن الحفاظ على مسافة الأمان المطلوبة

فتقطعت الدروب بعد أن وصلت لمنحدرات طرق زلقة

نحاول لملمة أوراقنا المبعثرة لنصنع منها أجندات لغد أجمل

لا ندخر جهدا لجمع قصاصاتها المتناثرة بين مفاصل سكة قطار تركنا على ذمة الانتظار والخواء ومضى بعيدا بعيدا جدا….

خلت أنني سمعته يقول هل بأمكاننا العبور على جثة أوجاعنا ووخز لهفتنا من جديد وتحفيز دورة شغفنا ودحر هذا البرود الذي يعترينا

إفترضت هذا الشتاء إني سأخبره بحال القلب وما آل اليه من صقيع فهل تراه قادرا أن يعيد له الحياة من جديد فيدب النبض شيئا فشيئا

تحديت نفسي بأني ماضية بالوصول اليه عاقدة العزم لمبتغاي وإني سأغرس بذرة والبذرة ستغدو شجرة والشجرة ستعطي ثمار سأجنيها

 بمفردي وأنعم وأنعم بها طويلا

وقد أتقاسمها كفرط محبة وسعادة مع من حولي لتزداد وتتكاثر

أجفف منها ما أمكن لأحتفظ به زوادة لشتاءات قادمة

حبيبان كنا وغريبان أمسينا

يفصلنا باب واحد ومسافات من الغياب باب ينتظر كلينا لنطرقه تؤرجحه الريح

 ذهابا وإيابا ساخرة …شامتة

…وتزجه

 بمتاهات الأسئلة

أي كف من كفينا ستعانقه أولا ؟!

باب ينتظر إشارة ونظرة ليبتسم مرحبا ملء ثغره

باب يؤسفه ما وصل إليه الحال بيننا

يشعر بأحزاننا ويرغب بتبديدها يود لو يهدينا جوازات سفرنا والرحيل الى الحب من جديد

حين نهضت مسرعة ودفعت الباب برفق تعثرت بصوت موجع حزين

لقد تأخرت كثيرا ….لقد فات الأوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى