أَقَلَيتَني؟

سجى مشعل | القدس – فلسطين

قُل إنْ قَلَيتَني فَمَن إذن يُسجي ليلَ الذّنوب العاتياتِ؟

أخبرني أيّها الرّبّ السّموح كيف ننجو من أنفسنا، وكيف نَمحو جنون لذّاتنا ولَهْوَ نفوسنا، وكيف نبدو أكثر قوّة وأقلّ خوفًا، كنت أنظر في الفراغ، أُحملق في الغياب، وأَعُدّ النّجوم خِيفةَ الوحدة، وأُحبّذ مُؤخّرًا فِعل الكتمان الّذي لا يُمكن له إلّا أن يكون حِملًا ثقيلًا فوق كاهل الأرواح، لكنّه أقلّ ضررًا من التّكشّف.

إذن، أخبرني مَتى تُقبل القَرابين، وأين تستدعي السّماءُ الوجوهَ الّتي أعجبتها وتلك الّتي لم تعجبها، أخبرني كيف نكون بِلا أيّ ذرّة خوف أو توجّس، مِن أيّ رهبة بالضّبط تضطّرِب الوجوه؟، هل للأمسِ باع وذراع في قلق اليوم أو الغد؟

لستُ أدري كيف تُصفَّط الأيّام على الغارب، وليستِ الأيّام وحدَها ما يُصفّط إنّما الوجوه العابرة الّتي تَعلَق في الذّاكرة وتحضر في كابوس ليليّ لا يُشارف على الانتهاء إلّا بِشِقّ الأنفس تُصفّط كذلك، “هل يا تُرى تشهد اللّيالي على قلقنا، أم أنّها شاهد زور؟”، أحبّ أن أخبرك بأنّي لا أمَلّ القلق، كأنّه صار لي لصيقًا “نِدًّا لِنِدّ” يعرف كيف تُؤكل كتف الرّاحة، يُشعرني دائمًا بأنّي يجب أن أصل إلى شيء أفقده، وبأنّي يجب أن أُجازف بِعُنقي الوحيد، ومن ثمّ أُضحّي بأملي الوحيد كَبشَ فِداء كي لا يُشقَّ صدري “وكيما اضطّرّ لأقول: آسف”.

كان الجنون الوحيد الّذي يُلاحقني في كلّ مرّة وفي غيرِ مرّة بأنّ أكوامًا وحسابات وتراكمات كثيرة قديمة مُؤجّلة بيني وبيني تحتاج إلى سدادِ حساب وإلى سدّ النّواقص فيها، لكنّ الجنون ذاته يدفعني لأتساءل حول إذما كنتَ قد خلّيتَ يدي وأنا مُفلسٌ إلّا من العَشَم فيكَ أم لا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى