حياتك ملكك  لا ملك غيرك

رحاب يوسف | قاصة وكاتبة تربوية

 

كن من أصحاب المعالي والأدب العالي في تعاملك مع نفسك، فهي أكثر من يستحق دعمك وتقديرك، اصنع ما تقتنع به أنت لا من يقتنع به الآخرون دون تجاوز للدين، ودون تجاوز للعادات والتقاليد الصحيحة، كثيراً ما نفعل أشياء دون تفكير، إنما تلقائية وروتينية اعتدنا فعلها، لا تقل: “لم أتعود الخروج عن الروتين”، لا تؤخر القيام بما تقتنع به، حياتك نتاج أفكارك فاصنعها بيدك لا بيد غيرك، لا تخجل من المبالغة في تقدير زوجتك، كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يتسابق مع عائشة في الليلة المقمرة، يساعدها في أعمال البيت. لا تقل لم أتعود تَكَلُّم الكلام الحلو مع الجميع، لا تقل مكانتي وهيبتي تضيع إذا مازحتُ طلابي، مازح طلابك واضحك وابتسم معهم دون تمييع للأمور، لا تكن متجهّماً عابسا معهم حتى لا تتحول مع الأيام وكأنك قالب خشبي، كن من المُشرقين، ابتسم فإنّ تبسُّمك في وجه أخيك صدقة، تصنّع الابتسامة فهي معدية، تُحَرِّك المشاعر، تذكّر: “إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها “(ابراهيم 18).

يولد الإنسان وعصب الابتسامة ميّت، سمعتُ عن فتاة عمرها خمس سنوات مصابة بمرض نادرٍ يُدعى “موبيس سندروم”، حيث يكون مركز المشاعر يقظٌ، وعضلات الفم يقظة، لكن الشريان الموصل معطوب، فأجري لها عملية حتى تبتسم، قالوا لها: في كل مرة تريدين الابتسامة عضّي على آخر أسنانك، هنا ندرك كم نحن في نعمة! فلِمَ لا نبتسم؟

(7000) آلاف حركة مختلفة تستطيع فعلها في الوجه، التمساح يستطيع فعل أربع حركات  في وجهه؛ لأنه يحتاج مهارات التعاطف، جزء من شكر النعمة يكون باستخدم حركات وجهك التعبيرية، الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يتهلل وجهه في الرضا، اجعل سلامك للآخرين يضخ بالمشاعر، المُشرق من يرد التحية بكرمٍ وجودٍ وتهلّل، لكن النَكِدُ يردّ التحية بشكوى وتذمّر من كل شيء، مرّن نفسك على الإشراق من قلبك، ليس بالضرورة أن تكون مُهَرّجا، لكن عبّر عن سعادتك بطريقتك دون خوف وتردد، وأولى الناس بابتسامتك الوالدان، ثم الزوجة والأبناء، أنصت متى شئت، واستمع متى أردت؛ فالإنصات يختلف عن السمع، الإنصات اختيار، أما السمع إلزام، فالسمع متعلق بصوان الأذن، أما الإنصات مهارةٌ تتعلق بالإرادة، تحتاج إلى حلم واسع وصبر.

تجاوز الأعراف المتوارثة التي مشيت عليها سنوات طويلة إن كانت سلبية، فالرجل يبكي ويتألم، فهو بشر يعبّر عن مشاعره، لا عيب ولا حرام في ذلك، لا تقل: “علّمونا أن نخبط على الجمر دون أن نصرخ صرخة واحدة”، والطفل يعيش طفولته يخطئ، ويصرخ، ويلعب، فلا تقل له: “كفى، أصبحتَ رجلاً، لا تفعل هكذا”، بل لاطفه ولاعبه وأنزل إلى مرحلته العمرية، فالأب يبرّ أبناءه كما يبرّ الأبناءُ الآباء، كن قادراً على التغيير الفوري، هذه حياتك ملكك اصنع ما تقتنع به، أخرِجْ من داخلك كل الشخصيات، فهذا أمر طبيعي.

  لن تعيش الحياة إلا مرة واحدةً، إذا أردت إجراء أي تغيير إلى الأحسن، ووجدت في داخلك مقاومة، فاعلم أنها بقايا جاهلية أو غرور، لا تسّوف تغييرك، عبّر عمّا في داخلك بعيداً عن الفلسفة والتنطّع والتكلّف، كن طبيعيا، اكتب، وابعث رسائلك لأهلك، لاصدقائك، من قلبك بطريقة عفوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى