أخبريه أيتها الأشجار

المينا علي حسن | العراق

 
أشعر أن بذلك القرن كانَ لي شيئاً لمْ أستطع اللقاء به 
أشعر أن بذلك القرن كانَ يبحث عنْ قلبي ولمْ يجده 
أشعر أن بذلك القرن كانَ يحاول أن يَرسُم أسمي 
قبل أن أرى الحياة بتسعة وثلاثين عاماً 
أشعر أن بذلك القرن كان ينتظر اللقاء ولا يعرف من أنا 
وكيف أبدو كانَ فقط يشعر بالانتظار 
والآن تبادلنا الأدوار
أُفتشُ عنه في الصحف ، والمجلات 
كلمُّا تصفحتُ في مجلة ولا أراه أشعر بالغضب
كلمُّا أكتب ولا أجده بين الأسطر أضجر 
كلمُّا  أجلس على طاولة المقهى ولا يُشاركني
كوب الشاي والحديث المتبادل أشعر بالحزن 
أكتُبُ لكَ رسائل ورقية في زمن الرسائل الرقمية وأخَبئُهَا 
باتت حقيبتي مثقلاً  كلمُّا اقرأها ترهقني لنْ يصلها ساعي البريد ولنْ يحملها  زاجلٍ  على ساقيه، إني أؤمن أن النافذة والريح يحملان الأشواق والأحاديث المكنونة 
 
أفتحُ النافذة أقول
أحُبّك.
اغلق النافذة 
أُسلم لريح
مجرى الأحداث 
سافري سافري 
أيتها الريح 
أُخبِريه عن 
اعترافاتِ 
اخبريه أيتها الأشجار 
أن وجودكِ مِنْ أجل 
ظل المُحبينَ 
أُناديك بصوتٍ عَذْبٍ
سأكتب فوق سياج السماء
على خصِر الغيوم لعلك 
تقرأها حين ترنو إلى سقف
غرفتك 
ناد باسمي على مهلٍ 
فكلما ناديت باسمي 
يرتعش العقد على نحري
يلتفُ خجلاً حولي 
مسكنُك غابات مخيلتي
أفتح النافذة أقول 
أحُبّك
أغلق النافذة
أسلم للريح مجرى الأحداث 
 
 
في مقهى الاعظمية 2020/15/ سبتمبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى