المشي تحت المطر.. قصة قصيرة

د. أحمد حسن عثمان | مصر
يسير في الطرقات يحمل جسدا متهالكا أرهقه الماضي فلم يترك في جسده موضعا إلا انتهشه. قلبه وعقله يرفضان التسليم يدخل في حالة صراع مع ذاته.حين تكون خلاياك هي المنتصرة المهزومة لاتدري من ستكون فعين تقر وعين تنظر نظر المغشي عليه من الموت .
في تلك المعركة تطل الذات من داخل الجسد تتحسس في توجس العيون تراقب الوجوه وتقسيمات الجبين لا تسمع لهم ركزا. الجميع يتنظر خروج الذات ليلقي سهامه المسمومة على الجسد .
تجوب الذات المتهالكة بحثا عن عين تحتضن الجراح
لكن بلا جدوى ..تكمن مرة أخرى داخل الجسد الذي ضج من حرارتها. تحاول أن تلتف حول نفسها بحيث يعطف بعضها على بعض لكن يبدو أن كل الأجزاء ملتهبة.
يضع الجسد المضرم يديه على رقبته يحاول أن يختنق يحاول أن يسكت تلجلج النفس الباحثة عن مخرج .
تخرج النفس مرة أخرى تطل بعين شاردة على الطرقات . السكوت يخيم على الطريق في منتصف الليل بينما الثورة النفسية تبلغ ذروتها. ثمة صقيع يداعب جبهتها  يبدو أن فصل الشتاء يطرق أبواب السحاب. تتنفس النفس الصعداء  تخرج من الجسد وقت هطول الأمطار و.يخرج الجسد زفيرا يحكي ألم المعناة ويأذن براحة تصل لأعلى درجاتها بعد خروج أخر خلية من خلايا الذات المشتعلة .تسير الذات  منكسرة تحت وابل المطر . تسآل الجسد بعدما استعاد توازنه لماذا تخرجين وقت المطر. ؟!
أجابته وهي تلملم بقايا البقاء آذا أردت ألا يرى أحد دموعك  فسر تحت قطرات السحاب .تلك اللحظة التي تتمكن من إخفاء ضعفك وتشعر فيها بأن الكون يشاركك  هزيمتك ويتقاسم معك  دمعتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى