بقاء البشرية…

علي أجود مجبل-العراق

تنبؤٌ بالماضي البعيد

بعد مرورِ فترةٍ قصيرةٍ
من انتشار الأوبئة والإنسان
تصبحُ الأمراض فتاكةً أكثر
ولا حلَّ أمام البشريةِ
سوى الخضوعِ للوقت
الوقتُ الكافي لنتركَ الكوكبَ لنفسه….
وقبل حتميةِ الموت
يبقى وقتٌ قليلٌ
يكون الإنسانُ حراً بالتفكير والتصرّف فيه
ويفكرُ . . .
كيف يُنفقُ صحتَه بصورةٍ لائقة
لا فائدةَ من الصحةِ بعد الآن
يُدخن السجائر ولا يهتم
لاصفرار أسنانهِ
او اسوداد رئتيهِ
او شتائم أمهِ
لا يمارسُ التمارينَ الرياضيةَ
ينظر للنساء الجميلات بدقةٍ
يكتبُ الشعرَ بشكلٍ يومي
الشعرُ الحقيقي
الذي يعيش لحظة الكتابة فقط
وبعدها يصبح نصاً مصاباً بفيروس الوقت
وبعدها بفترة قصيرة أخرى
يصير الموت عاديًا
أو منطقيًا ..
– مات فلان صديقك
– حقا؟ يا له من مسكين لا يستحق ذلك، مهلا لم تكمل لي ما حدث معك في الحافلة ذلك المساء !
بعد هذا كله
تبدأ الفوضى الضرورية
تهرب العاشقات من زنزانة العائلة
إلى أحضان الأحبة المنتظرين
يمارسون الجنس كثيرا
ويعلقون الملابس الداخلية
على أعمدة الانارة في الشوارع
وسينشغلُ الآباء الصارمون في هذا الوقت
بالبحث عن المسؤولية
أما أنا
المصاب بالجميع
أجلس قرب أعمدة الإنارة
جامعا ما تبقى من الملابس الداخلية
ملوِّحا بها للسماء
كدليلٍ على بقاء البشرية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى