رؤية واقعية للاشتراكية

شوقي العيسة | بيت لحم – فلسطين

الاشتراكية ليست دينا، وليست قصة أو رواية حالمة أو أسطورة وبالتأكيد ليست نصوصا جامدة أو مقدسة.
الاشتراكية جوهرها كلمة واحدة، هي العدالة، والعدالة للجميع وفي كل شيء، العدالة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية، أي أن على الدولة تأمين السكن والتعليم والعمل والرعاية الصحية لجميع المواطنين بالتساوي، وحماية حرياتهم الدينية والفكرية وحرية التعبير عن الرأي وحرية الحركة وكل الحريات. وبعد ذلك يستطيع كل فرد أن يجتهد ويبدع ويختار ما يريد تحقيقه في حياته.
وعلى هذا الأساس هي ضد الدكتاتورية والحكم المطلق وضد التمييز وضد إجبار المواطنين على معتقدات معينة، وضد بقاء الحاكم في منصبة حتى يموت.
لذلك النظام الذي كان في الاتحاد السوفياتي وغيره من الدول في معسكره لم يكن نظاما اشتراكيا ماركسيا وإن كان طبق بعضا من القوانين الاقتصادية الاشتراكية.
أما الأدوات والآليات والطرق للوصول إليها والتي كتب عنها الماركسيون منذ منتصف القرن التاسع عشر وما بعد ذلك، ليست نصوصا جامدة ولا مقدسة ولا صالحة لكل المراحل وكل الدول. بل إن المقتنعين بهذا النظام ويسعون لتطبيقه في مجتمعاتهم ودولهم هم من يختار أفضل السبل لإقناع المواطنين به وتطبيقه.
البعض يصر على اتباع نصوص ماركس ولينين وغيرهم حول آليات وأدوات الثورة الاشتراكية ويصرون على حرفية تطبيقها، هم بذلك كالسلفيين في الأديان يريدون نسخ ما كان وما كتب قبل أكثر من قرن على وقتنا الحالي، وهذا التفكير يشكل سببا رئيسيا للفشل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى