غربة الروح

عدنان حسين العوادي | العراق

اللوحة للفنان البريطاني: فرانك ديكسي

إهداء إلى الأخ والصديق الدكتور الشاعر سعيد جاسم الزبيدي الأستاذ بجامعة نزوى – سلطنة عمان

 

يا صديقي وأنت خل أريبُ

قد براك التنقيب والتجريبُ

///

وخبرت الحياة تسعى، فكانت

عِبرُ في دروبها، وندوب

///

هذه الأرض طائر من رياح

والجناحان: مَشرق ومغيبُ

///

طائر المعجزات؛ يمشي على الغيم

ومضماره الفضاء الرحيبُ

///

كل يوم، بل كل ساعٍ بأرضٍ

فهي مطوية له، ويجوبُ

///

جُزتها أنت، لا اختيارًا، ولكن

مثلما تُزعج البريءَ “ذنوبُ”

///

يُستطابُ الأديب “بوقا” وإلا

فهو بالطبع، مستفِزٌ مريبُ

///

قد أضاءت سنين عمروك حرفًا

هو زادٌ، للمُعتفين، خصيبُ

///

ثم جوزيت بالجحود وبالإجحاف

والرافدان؛ خِصب وطيبُ

///

فكسرتَ الأغلال؛ شأنَ الغريب الحُرِّ؛

ما لانَ منه عزمٌ صليبُ

///

أنت أدرى، وقد عرتك الخطوب

بجراح الأرواح حين تخيب

///

غير أنا من خيبة الروح فينا

يتعالى طبع عصيٌ عجيب

///

سمة الواهبين دون هواهم

كل غالٍ، شرط بألا يتوبوا

///

جمرةٌ الحب والحقيقة سيّن

هما العشق: شوقه واللهيب

///

يُعرف العاشق الصميم بسيماه:

فقير ومستهام غريب

///

غربة الروح لا تني تتحرى

عن يقين حتى ترى ما يريب

///

نزلت شاطيء الفرات وحلّت

شرعة الماء، وهي ظمأى تلوب

///

هي من طينة الفرات، وفي الأعماق

منها، (كانونه) المشبوب

///

قبسٌ منه في الضمير، نُمنّي النفسَ

أن لو تضاءُ منه القلوبُ

///

قبسٌ من سناه في السعف الأخضر،

أخنت عليه نارٌ كذوب

///

يتغشى دخانها الناضر الغضَّ

فتعلوه كُدرة وشحوب

///

علقٌ منه في الصدور، وفي الأحداق؛

من مقلة ترائي، رقيب

///

مغَّر النخل بالسواد المدمى

فعلى كل جذع نخلٍ صليب

///

أثِمَ النخل إذ تشبث بالأرض

وأهدى لأهله ما يطيب

///

فاأطاييب للدخيل، وللأذنابِ

ما ينعم الحريص الغصوب

///

والملايين رزقها قدر الله؛

هوانٌ ومحنةٌ وحروبُ

///

حمم الخوف والدخان، تمطّى

في حشاها، يفحُّ، غولٌ رهيب

///

صيرفُ السوق كل دنياه أرقامٌ

وللقلب “سعره” المحسوب

///

أين منه الغريب؛ بالحب دينا

ربما تلتقي عليه الشعوب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى