سوالف حريم.. غطاء رأس ستي “الوقاة”

حلوه زحايكة أم طارق | القدس عاصمة فلسطين

 

وجدّتي ومجايلاتها وسابقاتها كنّ يغطين رؤوسهن بـ”الوقاة”أي التي تقي رؤوسهنّ من الشمس ومن الصّدمات، و”وقاة”ستّي كانت من الحرير المخمل، وعليها تطريز، وهي تغطّي أمّ الرأس، وحوالي سنتمتر واحد من محيطه، ويتدلى من طرفيها الخلفيين جديلة من الصوف بطول حوالي نصف متر وعرض ثلاث سنتمترات، كانت جدتي تجدلهما مع جديلتيها اللتين تتدليان على ظهرها، أمّا المقدّمة فهي سلسلة فضّية تسمّى “الصّفّة”، يتدلى منها “الوَزَر” وهو عملة نقدية عثمانية مصنوعة من الفضّة، وأضافت اليها جدّتي بعضا من الفضّيّات على شكل كفّ اليد، عليها آيات قرآنية لتردّ العين الحاسدة، وفوق “الوقاة” كانت جدّتي تضع خرقة بيضاء تزيد عن متر×متر تربط طرفيها الأماميين تحت ذقنها وتتدلى على كتفيها وظهرها، أمّا المناديل الملوّنة فقد كانت مخصصة للبنات الطفلات. ولم تكن تليق بالنساء الجليلات كجدّتي.

ومكياج جدّتي كان عبارة عن وشم على الجبين والوجنتين وأسفل الذقن. وعندما كانت تريد لفت انتباه جدّي اليها كانت تدهن وجهها بزيت الزيتون. أمّا حذاء جدّتي فهذا سرّ سأبوحه لكم، وهو أنّ جدّتي ومجايلاتها أمضين حياتهن حافيات القدمين، ومن انتعلت منهن حذاء فكان”الزّربول” وهو مصنوع من جلد الغنم المدبوغ، تنتعله الواحدة منهن وتربطه على قدميها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى