القبة العليا …
ريم سليمان الخش-فرنسا
لمستك نورا مذْ صحوتُ أفتشُ
وجئتك وعيا كيفَ فيك أغششُ؟
أيبلغُ ظلٌ قد تجلى كموجةٍ
مفاتيح أسرارٍ لقلبي تُنغّشُ؟!!!
.
وجودٌ كأمواجٍ بهزٍّ مداومٍ
تحاول أعماق المحيط وترعشُ
أمامَ انكشاف الحجب ومضا مجنحا
لترجعَ من جذب العطالة تُكمشُ !!
.
سماواتك السبع التي في دواخلي
صروحٌ لها أسعى وعنها أنبّشُ !!
لتشحنَ ذراتي اتقادا ممغنطا
بأسمائك الحسنى نجوما تُزركشُ
.
وتملأ ومضات الضياء عوالمي
شعورا والهاما بروحي تعششُ
فإنْ جئتُ في بحثٍ أتتني شغوفةً
وإنْ كنتُ في نأيٍ فقلبي المهمّشُ
.
فزدني بذات الكشف منك تقرّبا
ودعني على حب الجمال أدروشُ
فإنْ قيلَ : مخمورٌ فقلْ من كؤوسنا
وإنْ قيل مأخوذٌ فنورا يُحششُ !!
.
على أنني رغم ارتوائي بفيضكم
إلى عالمٍ دون الرزايا معطّشُ
إلى أمة نغتالُ منها طغاتها
ليعمل بناؤوا العقول ويدهشوا
.
على أنني رغم انشغالي بنوركم
أضيقُ بوجه في المرايا يُغبّشُ !!
وتلسعني أسياط جهلٍ معششِ
يُذبذبُ مرواحا وبالتيه يُكمشُ
.
تكممُ أفواه القلوب بعصبة
ليضمرَ ذات اللب والفكرُ أكمشُ
فلا نرتقي وجه الحقيقة صارخا
ونبقى على مرمى الوحوش وننهشُ
.
على أنني رغم انتشائي ولذّتي
تجرّحني أحلام شعبٍ يُهمّشُ
.
متى ندرك الوجه الخفيّ لكوننا ؟
متى نحرث الآفاق علما وندهشُ ؟!!
.
وهبت لنا طاقات خلقٍ عظيمةٍ
وحسبي بيان النطق درا يُنقّشً
وحسبي صفيّ الله أعظم طفرة
تناهى به الإعجاز مهما تغششوا
.
منيرا بروح الله علما وحكمة
ولكننا سقْطُ الكتاب المشوشُ !!!
ترانا على حرب الإخاء جحافلا
يبعثرها حقدٌ عقيمٌ ويبطشُ
.
فلا نفحةُ الإيمان منّا قريبة
ولا لجة الإحسان والدربُ موحشُ
أيكفي بأنْ أهواك ربي تدروشا؟
أيكفي انغزال الروح عمّا يشوّشُ ؟!!
.
وفي مهجتي شعبٌ كليمٌ معذّبٌ
يدقُ على أنياط حزني ويهرشُ
وإني وأيم الله أصبو لأمةٍ
على القبة العليا سناءً تُعرّشُ