سوالف حريم.. مره والمسمار في العنقره

حلوة زحايكة – جبل المكبر – القدس – فلسطين

وبناء على ثقافتنا الذكورية السائدة، التي لا تحترم إنسانية الأنثى، فإن هناك أمثالا شعبية لا تحترم حتى حق الأنثى بالحياة، مثل:”اللي بتموت وليته من حسن نيته” و”دلّل ابنك يغنيك ودلّل بنتك تخزيك” و”البنات عارهن وهمّهن للمات” وغيرها، وهذه الثقافة تتعارض مع التعاليم الدّينيّة، فالرسول – صلى الله عليه وسلّم –  يقول:”من كانت له ابنة فأدّبها وأحسن تأديبها وعلّمها فأحسن تعليمها كانت له سترا من النار” ويقول :” خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي” والمقصود بالأهل هنا هو الزوج والأبناء بمن فيهم البنات. ويلاحظ أن الرّجال في مجتمعاتنا يعرفون حقوق الاناث إذا كان الأمر يتعلق ببناتهم ومحارمهم، أمّا زوجاتهم وزوجات أبنائهم فهن خارج هذا الفهم! غير أن ثقافتنا الشعبية تخضع للعادات والتقاليد أكثر من خضوعها للتعاليم الدّينيّة،
وأحيانا تخلط بين الشيء وضدّه في التعامل مع الإناث، وانظروا معي الى هذه المقولة:”
“في مره وفي مرمره وفي مسمار في العنقره
فهين نسا وفهين فسا وفيهن لا صباح ولا مسا”
والمقصود بـ”المره” هنا هو المرأة الزوجة، و”المرمرة”نوع من الجواهر الثمينة، و”العنقرة” هي أعلى عظام الرقبة من الخلف، وهي مكان قاتل، أي أن هناك زوجات عاديات، وهناك زوجات فوق العادة جمالا ومعاملة، وهناك نساء قاتلات للزوج، ولنلاحظ الجزء الثاني:” فيهن نسا” أي نساء عاديات لا يتميزن بشيء، و”فيهن فسا” أي فساء كريه الرّائحة، وفيهن لا صباح ولا مسا” أي لا يستطيع زوجها رؤيتها عندما تنهض من نومها صباحا، ولا عندما تتزيّن له مساء! وبغض النظر عن الموقف من هذه التقسيمات، إلا أنّه لا يوجد تصنيف للرجال الأزواج في ثقافتنا الشعبية، فهل الرجال جميعهم كاملو الأوصاف؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى