مرايا الظلام

عادل الهندي | العراق

يقف أمام المرايا
لأول مرة
لا يجد نفسه فيها
تختفي ملامح الجسد
تتعرى الذاكرة
يبحث عن ظله عبثا
لعله يجده منعكسا
في فضاء المكان
دون جدوى
المرايا تحاول الاختباء
وهو يحاول أن يتحرك
ليجد نفسه ثانية
يفشل في الوجود
تبقى المرايا صامتة
بسكوتها المطبق العنيد
تطلق انعكاسا مزيفا
في وضح الظلام !
تزدحم لقطات المشاهدة
في نقطة ظلام
لا تتعدى مترين
لكنها تتسع
لأربعين أو أكثر
كسرة خبز تكفيهم
لصيام أربعين يوما
أو حتى يوم البلوغ
تعكس المرايا
من جيب الظلام
صدى صراخ
قادم من بعيد
من جوف كبيرها
غليظ ممسوخ
عنده
يتعرى الجميع
من ألوانه
سوى الأصفر
علامتهم الفارقة
يوم الميلاد والفناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى