خــبر و تعليق

د. حسن محمد العمراني

‏1- فاصـــل
‏بعد التحيةِ والسلام.
‏نستميح الفارس العربي عذراً
‏أن قطعنا نومه ومسيرةَ الأحلام.
‏جاءنا
أنْ قام مجهولون
في الوطن المُعلَّي
‏ باختراق حواجز القاموسِ
‏ في جنح الظلام
‏هذا ويُذكر أنهم دلفوا
‏إلى بوابة الألفِ المبجَّلِ
‏في انزواء الراء غدراً
‏بينما ما زال يجري البحثُ
‏عن ضاد العروبة في الزحام
‏غير أنَّا قد نهيب بكل مستمعِ
‏تقوقع في حصون الياء
‏ألا يغلق التلفاز مكتئباً
ويخلد للمنام
‏سوف نرجع في غضون دقيقةٍ
‏ فيها نحدُّ على كرامتنا
‏ومن أسوار شاشتنا نحييكم
‏ قناة الانقسام
2 – عــدنـــا
‏عُدنا على عَجلٍ نفِرُّ
‏ونكتري جَملاً نحمِّله ماَسينا
‏ونقصد حصن خيبر
‏علهم قد يفتحون عيونهم
شزراً إلينا
‏حينما عصفت بنا لجج البلاء.
‏عدنا نلقن أعين الدنيا دروساً
‏ في ابتلاع الذل أشكالاً وألواناً
‏ بغير غضاضةٍ
أو غصةٍ بحلوقنا
‏وكأننا صرنا كهولاً
لا نجيدُ السيْرَ
عبر مثالب الصحراء
‏عدنا
وخفُّ من حنينٍ قد تعبأ بالأسى
‏وتحرجت أقدامنا عبْر المهالك
‏ رَهٰنَ خفٍ قد تضخم بالهراء
‏عدنا
نلملم معطيات الحزن مِلءَ قلوبنا
‏وتقطعت سهواً بنا سبل الرجاء
‏فهنا على أسوار غزةَ
موعدٌ متجددٌ
‏رقصت على أوتارنا أممٌ
‏إذا ما استنوقت أبل العروبة كلها
‏وكأننا نحن الغزاةُ
‏وغيرنا صاروا هم البُرآء
‏ماذا تبَقى للبلاد إذا تَخلَّف سيرها
‏وتسرسبت من بين كفَّينا تِباعاً
‏دون أن ندري
‏متى عَنَّا قدْ انحسرتْ
طواحينُ الهواء؟
‏قد زرعنا ساحة الأجواء جعجعةً
‏وما زلنا بل طحنٍ
‏وصار الجوع يحكمنا بلا عرشٍ
‏وأضْحَتْ دولة الفقراء أوقعَ صولةٍ
‏من صولجان الحالمين
بجنةٍ أخرى
‏تَمَثَّل ظلُها في لحظة استثناء
‏هي طامة كبرى
توافينا على عجلِ
‏وفد فَرغَ الوفاضُ
‏فليست الكلمات تعدِل كفة مالتْ
‏وليس الحلم يرْتق
ما تمزقَ من كرامتنا
‏على استحياء
‏سالفاً صرنا عرايا الوجه في قانا
وفِي صبرا وشاتيلا
‏وفِي بغدادَ نندب مرة أخرى
‏عُرى وطنٍ قد انفكت
‏وفِي ليبيا وفي سوريا
‏نَجرُّ ذيول خيبتنا
‏أمام الكون مشدوهين دون رداء
‏هي الأيام تعقد دورة أخرى علينا
‏هكذا بدأتْ تفاصيل البطولة
لا كذلك
‏حينما امتدت جسور البأس يوماً
‏في انكشاح الظلم تختلق الممالك
‏غيرَ أنَّا لم نعد إلا غثاء السيلِ
‏تزرعنا رياح الغدر ألف مسافةٍ
‏ومسافةٍ نحو الوراء
‏صارت الدنيا وما صرنا
‏ كأنَّا لم نكن كنا
‏ سوى قِطع من الليل البهيم
‏نخاف أنْ نصطك بالرؤيا
‏وأصبحنا كأشباه المرايا
‏نلتقي ظهراً بظهرٍ
‏حين تَشتدُّ الخطوبُ
‏وتنطوي صحف اللقاء
‏لا اقولُ سوى هنيئاً
‏معشر الفتوى
‏ هنيئاً دولة الحكماء
‏ فلن يهدأ لكم بالٌ
‏ولن يسكن لكم جفنٌ
‏ وما اكتحلتٰ بنومٍ أعين الجبناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى