سلوكك النافع.. قيمتك في المجتمع والحياة

د. محمود رمضان | أكاديمي مصري

      عاصرت حين كان بعض الأجداد وأجداد الأجداد، والأباء، وأبنائهم على قيد الحياة، وكذلك أجدادي، وأبي، وأعمامي، وجميع عائلاتي في المحيط الذي كنت أعيش فيه.

   وفي مصر بصفة عامة منذ ١٩٦٧ وحتى تاريخه، وكنت على مقربة من كفاح الجميع بالشرف والأمانة والأصول من أجل الحياة الكريمة وتوفير ما تحتاجه أسرهم من الأولاد والأحفاد؛ وكيف كانوا فلاحين أولاد فلاحين يحرثون الأرض ليزرعوها ويروي كل واحد منهم أرضه ليس بمياه نهر النيل فقط، بل بعرقه، وجهده، وإخلاصه، وأمانته ليحصد الخير في نهاية كل موسم من المواسم الزراعية المعروفة في مصر، ويجني المحصول وقوت حياته له ولأسرته الصغيرة ومجتمعه الكبير.
هذا وكمؤرخ وإنسان عاصر الفترات التاريخية المذكورة وكباحث آثاري مجتهد لم أر من هؤلاء الأجداد أو الأباء وأبنائهم خلال القرن التاسع عشر الميلادي ولا في القرن الحالي حتى تاريخه من كان منهم أميراً أو قائداً أو حتى فارساً على صهوة جواده، -إلا من ذكرته المصادر التاريخية المعروفة في تاريخ بلدنا المحقق الذي يدرسه الجميع في المراحل التعليمة المختلفة فقط – بل كانوا فلاحين مكافحين يعملون في الزراعة وحفر الترع ويرفعون الطين الذي كان يرسم على جباههم، وأجسادهم ملاحم من الكفاح، والأمانة، والاجتهاد الكبير، كانوا يطهروا تلك الترع والمصارف بشرف وجهد متواصل كي تبقى أرضهم شرفهم في الحفظ والصون لأولادهم وأحفادهم إلى أن تقوم الساعة.
فليعلم الشباب الذين لم يعاصر أياً منهم الفترات التاريخية السابقة أن قيمتك أنت أمام الناس ومجتمعك بقيمة وجمال سلوكك وثقافتك وتعليمك ونزاهتك وإيمانك وأمانتك فقط دون غيره وليترك كل من هؤلاء الشباب ما قد تحصل عليه من الروافد المعرفية التنمرية غير السوية، وينتبه لتثقيف نفسه وتعليمه، وليجتهد في ذلك، وفي الاِرتقْاء بأولاده وأسرته حتى يذكره المجتمع بالتاريخ المشرف له ولأسرته وأولاده وأحفاده وأحفاد أحفاده أيضاً.
فقيمتك أنت كإنسان أمام كل الناس يقيّم كما ذكرت بسلوكك النزيه وأمانتك وفعلك الخير لمجتمعك الصغير ووطنك الكبير بل للإنسانية كلها لا بإدعاءات البطولات الزائفة أو التشدق بنقاء جنسك أو جينك البشري لك أنت أو أحد من أبناءك أو أجدادك أو أجداد أجدادك بشكل عام.

أيها الشباب الواعي
ادرسوا وتعلموا واكتسبوا الخبرة في التعامل الراقي في مجتمعكم بكل السبل المتقدمة؛ أفعلوا الخير لرفعة بلدكم وأقبلوا على الحياة بكل أمل وطموح واِعتدال وتفان.

  اتبعوا تعاليم ديننا الحنيف في الحرص على أسركم وجيرانكم واتخذوا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في تعاملاتكم اليومية في الحياة، وابرزوا كل قدوة معاصرة لديكم وادعموا المتميزين منهم وليحترم كل منا الكبير بكل وقار ونأخذ بيد كل صغير، ومن خلال شفافية عطاءكم ونزاهته وهدفه السامي.

     من هنا تبرز قيمتكم الأصلية والفعلية التي تكون السمة المميزة لكم في محيط مجتمعكم الصغير وبلدكم الوطن الكبير.
أفيقوا يرحمكم الله..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى