لا أريد الكتابة

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

ليس للعصافير ، للأشجار المزهرة والتي لم تزهر بعد علاقة ، للقمر ، للشمس ، للياسمين المضيء في الأحياء الخلفية المظلمة
لا علاقة لي بالسياسة
وكرة القدم
والمسرح والأدب
والقصص أكتب عشر حبكات
وأبيت محتارا أية حبكة أختار
لا أريد الكتابة
عن الحرب والصواريخ
عن الذي فقد ساقه
والذي طارت شظية لعينه
والأطفال تحت الإنقاذ
وشجر الورد المحروق
والنوافذ وبرطمنات المخللات
والزعماء والقوادين في مواخير أروبا
لا أريد الكتابة عنك ياغزة
الله والملائكة معك

|||

كان من الممكن أن لا أحسب
السرو على هامش الطريق
و أن أتجاهل الريح
ونوار أحواش الشوارع الخلفية
ضوء النوافذ الصغيرة
أن لا أسحق أو أستعمل المبيد ضد ذبابة
أزعجتني وأنا أكتب فقط
كان من الممكن أن لا أرد على الهاتف
وأن لا تطلب مني المتصلة إرسالة مجموعة شعرية ما
متوفرة هنا بالبريد الإلكتروني
أن لا أمسح بلور النافذة
وأن لا أرى زوج الحمام
واللقلق العابر في السماء
وأن لا أبكي وأنا أتابع أخبار القدس وغزة في القنوات المعارضة
وأن لا تشير لي الجارة
كأنها مسافرة بمنديلها الأحمر
كان من الممكن أن لا أعثر صدفة
في مكتبتي الpdf على ألكسندر بوشكين
كان من الممكن أن لا يكون فلان الفلاني أبي
وأن لا يبذر قصار السور في قلبي ويعتني بها
حتى أصير شاعر
أن لا أجد تلك الصورة في الكتاب
و أن لا يكون على ظهرها رقم هاتف
أن لا أعرف إسم صاحبة الصورة ولا أين تدرس والعنوان
وأن لا أحبها وأواعدها
وأتزوجها
ان أكون صاحب كوخ الحطب
الدجاجات والمعزات
ومظل القش
كان من الممكن أن لا أحسب
السرو على هامش الطريق

|||

الجو رمادي
نصوص الهاتف مهلهلة
مستهلكة كثيرا
كياقة المتسول
الذي لا يكف عن سرد أدعية
مصفرة
حيطان المقهى
أطر
ولوحات مبهمة
يستعمل النادل
أو المعلم
أكياس كاغد بني
لبيع الكسرة
يؤمن عجوزا على البائع
اللهم أنصر غزة إنك قادر
والقدس يا مالك الملل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى