ذكرى النكبة ليست كسابقاتها اليوم.. الخيانة وجهة نظر

سمير حماد | سوريا

ما حدث في 15 أيار 1948 من تشريد وتهويد وفقدان لأعزّ وأقدس أرض عربية ذكرى سوداء تمرّ ثانية، والأرض العربية مجللة بالسواد؛ ذكرى اغتصاب فلسطين, وإعلان قيام الكيان الصهيوني.

وبالرغم من مرارتها إلا أن إرادة المقاومة واسترجاع الأرض، بدأت منذ ذلك اليوم ولم تنكفئ، وإن ضعفت، وما زال الشعب الفلسطيني والعربي عموماً، مصرّاً على المواجهة لا سترجاع الأرض، والحقوق المغتصبة.
كل الانقلابات لتي شهدتها المنطقة كان بيانها الأول الحديث عن تحرير فلسطين، ومن يومها وفلسطين هي القضية المركزية، وتحريرها, هو الهمّ العربي الأول لكل الدول العربية وشعوبها، ومن يومها والعدو الأول (إسرائيل) مرفوض ومكروه، والعمل على إزالته شعار معلن لكل أبناء العرب وحكوماتهم وأحزابهم.
ماحدث في حزيران 1967 كان استمرارا للكارثة، وانتهى بولادة جديدة للعرب، وإن اتسعت رقعة الاحتلال لتشمل ارضاً جديدة، خارج فلسطين كالجولان وسيناء، إلا أن العرب أصروا على مواصلة الحرب ورفض التطبيع والاحتلال، عبر (لاءات) مؤتمر قمة الخرطوم، والبدء بحرب الاستنزاف، وعمليات المقاومة إلى أن جاءت حرب تشرين 1973 وتحقيق انتصار معنوي أكثر منه جغرافي وعسكري؛ لكن ما تلا هذا الانتصار كان مخيّباً، عندما أعلن السادات قراره بكسر الحاجز النفسي بزيارته المشؤومة وبدء عملية التطبيع مع إسرائيل من خلال معاهدة (كامب ديفيد) المهينة مما ألحق هزيمة نفسية بحق العرب، وحقق مكاسب للكيان الصهيوني أكثر مما حققه في 48 و 67 و73 و عسكريا، وكسر إرادة المقاومة لدى الكثيرين من العرب، وبدأت عمليات التطبيع تتَرى في السرّ وفي العلن حتى باتت الخيانة عند الكثيرين منهم، وجهة نظر.
لكن المعركة مع هذا الكيان النّشاز على الأرض العربية، ستبقى مستمرة بالرغم من وعورة الطريق، وكثرة المطبّات، وكل ما تشهده المنطقة من أكثر من نصف قرن وما تشهده الآن من إصرار المقاومة واستشراس في مواجهة المحتل الغاصب، ووحشية تفوق التصور من قبل الغاصبين الصهاينة سببه هذا الكيان المشوّه، وربما لن تخرج المنطقة من محنتها بغير زواله، ونأمل أن لايكون هذا اليوم بعيدا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى