تحتمس الثالث. . أعظم ملوك مصر وأفضل الفاتحين

فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ وعلم المصريات

فى أواخر أيام الملك “تحتمس الأول، حدث تنازع بشأن العرش، فجلس عليه ابنه “تحتمس الثانى” مدة وجيزة لم يكن له فيها أثر يذكر، ثم آل الملك إلى ابنته (بنت تحتمس الأول) ” حتشبسوت ” بالاشتراك مع ” تحتمس الثالث “.

كانت “حتشبسوت” على جانب كبير من البأس، فما لبثت أن استأثرت بالسلطة وسلبت من “تحتمس الثالث” كل أمر، وساعدها على ذلك صغر سنه، فخضع لها كما خضعت مصر بأسرها. وقد أظهرت أثناء حكمها غرورا عظيما، و تزينت بزى الرجال.

و كان جل مقاصد هذه الملكة موجها للأعمال السلمية، فأكثرت من تشييد المبانى ونقشها وتدوين أخبارها عليها. وأهم ما شيدته معبد “الدير البحرى” الفاخر بجهة طيبة على الجانب الغربى للنيل، و مما يذكر عنها أنها أرسلت بعثة بحرية إلى بلاد “بونت” لإحضار أشجار منها لغرسها بمعبدها المذكور، فنجحت البعثة وعادت بالأشجار المطلوبة وغيرها من نفائس تلك البلاد.

و بوفاتها قبض تحتمس الثالث على الملك، بعد أن مضى عليه منذ تتويجه نحو اثنين و عشرين سنة خاملا فيها، وعند ذلك ظهرت مواهبه العظيمة وما عنده من قوة البأس والثبات و الإقدام و المهارة الحربية التى جعلته من فى عداد كبار الفاتحين فى العالم القديم.

بعد أن عاد منتصرا فى موقعة “مجدو ” أقيمت الحفلات العظيمة، وقربت القرابين للمعبود “آمون” شكرا له وابتهاجا بهذا الفتح الباهر.

قويت سطوة جيوش تحتمس البرية كذلك عظت مهابة أساطيله البحرية،فأصبح ملك “قبرص” أشبه بوال له، وصار الأسطول المصرى يلقى الرعب في النفوس.

فأكسب مصر نفوذا يمتد من شرق البحر المتوسط إلى ما وراء بحر ” إيجه “

كان تحتمس، ينتهز فرصة فراغه بين حرب وأخرى فيلتفت إلى شئوون بلاده الداخلية، و قد أظهر في ذلك مقدرة عظيمة فى إدارة البلاد و ضبتها، فلم تغفل عينه لحظة عن أى جزء من أجزاء دولته العظيمة.

ومن آثاره مسلتان عظيمتان أقامهما بعين شمس، ثم نقلتهما “كيلوباترا” إلى الإسكندرية، ولذلك اشتهرتا “بمسلتى كيلوباترا” وإحداهما الآن بلندن والأخرى بنيويورك. .

و فى الشهر الماضى نقلت مومياء تحتمس من المتحف المصرى بالتحرير لمتحف الحضارات بالفسطاط فى إحتفالية عالمية شهدها العالم كله.

تحتمس الثالث، هو أعظم ملوك الدولة الحديثة، و قد قال عنه المؤرخين: إنه أعظم ملك فى تاريخ مصر بأجمعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى