على ناصية المدرسة ٣

د. إلهام الدسوقي | القاهرة

صف واااحد

قفز مروان إلى أعلى وهو مسرور في مقعده الأول في فصله المكتظ بالطلاب وهو يظن انه المنتصر على أكثر من ستين طالب من الزملاء. وزيادة في التميز تعمد أن يقف في مكانه بمعدل خمس مرات في الدقيقة ليلفت انتباه معلمته ويذكرها دائما بوجوده.

تناسى مروان ان خلفه عدد كبير من الأصدقاء يرغب كل منهم في اخذ مكانه الذي احتله عنوة بعد مشاغبات وشكاوى وادعاءات بضعف النظر.

اما ضعاف النظر فقد غلبوا على أمرهم واحتلوا مؤخرة الفصل معتمدين على النظارة الطبية.

لم يرق الوضع لمحمود مدرس الدراسات الاجتماعية وكان يستشعر في كل مرة الظلم الواقع على الطلاب. فاقترح ان يقوم الطلاب بتبديل أماكنهم يوميا فتكون الفرصة للجميع للجلوس في المقعد الأول وبالفعل تم التنفيذ فأحس بالانتصار للحق والمساواة. ولم تمر إلا أيام قليلة حتى ظهرت من جديد الشكاوى من أماكن الطلاب وتزمر أولياء الأمور فاقترح محمود فكرة جديدة وهي ان يجلس قصار الطلاب في المقاعد الأولى يليهم الأطول وهكذا واحس انه انتصر في أهم المعارك.

دخل محمود فصله وهو على يقين انه سيقضي أهدأ وقت مع طلابه، وكانت المفاجأة بأن الجميع يبكي ويتذمر ووصل الأمر إلى التشابك اللفظي والبدني فاغتاظ واحس الفشل ولكن لم ييأس واتخذ قرار جديد بأن يحفز الطلاب وكل من يتفوق ويحسن سلوكه يجلس اولا ويليه الباقيين وبذلك يتنافس الطلاب علميا وادبيا لنيل المقعد الأول.

ولم يدم الحال طويلا حتى استدعته مديرة المدرسة للرد على شكاوى أولياء الأمور والسؤال المتكرر لماذا تتقصد أطفالنا ونحن نريدهم في المقعد الأول.؟

وجد محمود نفسه في وضع اتهام بدل أن يكون في وضع الشكر فقرر أن يترك المشكلة لأولياء الأمور لحلها وفضل أن يجيب الجميع بنفس الاجابة ألا وهي

قدموا طلب للمدير و نعمل مدرسة صف وااااااحد. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى