في المشهدْ (2)

د. سمير شحادة التميمي | فلسطين

 

في المشهدْ

زنابيرُ تحومُ حول خليةِ النحلْ

تَنْقَضُّ عليها

تصطادُ منها النحلةَ الشاردةْ

ذكورُ النحلِ تضج بها الشهوةْ

 والملكةُ تجلسُ على سريرِها

تتزينْ

تنتظرُ الفارسَ الفحلْ

لتسقيهِ من رضابها شرابَ العسلِ

والموتْ

فقط عذارى العاملاتِ يقفنَ في وجه الزنابير.

وأطفالهنَ الخدَّجْ

ينشدونَ البقاءْ.

في المشهدْ

أطفالٌ على شاطيءِ البحرْ

يبحثون عن أطرافهم التي خلَّفها الإنفجارْ

يغفونَ من شدةِ التعبْ وتبقى عيونهم يقظةً معلقة.بالموجْ

يقذفُ الموجُ أوصالَهمُ القطعة

يسرعونَ إليها

فيبتلعُهمُ الموت

في المشهدْ

شيخ القرية يغادرُ قريتهُ بتثاقلٍ شديدْ

يتكيء على عصاهْ

يدندنُ أغنيةً حزينةً

ويبكي

نساءٌ وأطفالٌ خائفونَ و يتوارون خلفَ الأبوابِ والنوافذْ

تقتلهمُ الحسراتْ

ونواطيرُ القريةِ ناموا عن الغرابيبِ التي ملأت السماءْ

يتعثرُ الشيخ

تنكسرُ عصاهْ

يقعُ على الأرصِ

ويواصلُ الدندنةَ بصوتٍ مخنوقْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى