يا حزن ودّ

ياسر أبو سويلم الحرزني | الأردن

لروح مكرّمتي ومكرمتي أخيتي الكريمة وأستاذتي الفاضلة وسيّدتي حضرة ودّ رحمها الله وكم يعزّ على أخيها الّذي لم تلده أمّها مثلما عزّ عليه فراقها أنّها وعلى غير عادتها لن تقرأ هذه القصيدة

لو لوّ تأتيني بها للويتها
ولعين نادهة الظعون نويتها

||
ولفّفتها بحرير ملفعة المها
وبنوح راحية الرحى زجّيتها
||
ولو القصيدة تنتخي لنخوتها
ونحوت نحو خبائها وأتيتها
||
ولو الكلام يجيب جاهي جئته
ولو القوافي تشترى لشريتها
||
ولو القصائد بالقلائد تفتدى
لفديت عين خناسها وفديتها
||
ولزمت ملتزم الرجا بعكاظها
وبسطتّ كفّ الصوت واستجديتها
||
وعرجت في سقط الّلوى مستقبلاً
متردّم الشعراء واستوحيتها
||
متوّهم الأصوات تستوحي صدىً
في غارها كي تهتدي فوحيتها
||
وبعثت عيّاً في القصيدة أبكماً
فحرنت بين سطورها وعييتها
||
وطفقت أخصف عورة العين الّتي
طُرفت بفضلة جفنها وبكيتها
||
وأُريتها يا زيد تبصر طيفها
وقرأت كفّ بكائها فعميتها
||
وكما يواجب فاقد واجبتها
وبما يليق بفقدها عزّيتها
||
وهميت أقفو قفو فاقد دربه
وقطفت جمرة دمعتي وكويتها
||
ونذرتها للحول قافية إذا
بلغت نصاب نزيفها زكّيتها
||
وابشر بمثنى والقصيدة حزّة
يا زيد إن هذت المُدى ثنّيتها
||
لو لوُّ تأتيني بها للويتها
ولو المآتي تُحتملْ أهديتها
||
ولو القصيدة نجمة لحدوتها
ولو انّها في الأبعدين أتيتها
||
أو أنّها خيطٌ لجرح غيابها
لنسلتها وغزلتها وسديتها
||
ونذرتها للنول نذر مؤمّلٍ
وبسطّتها لإيابها ونطيتها
||
ورقيت عقدتها بخمسة حابسٍ
من نفث عاقدة بها وحويتها
||
وأنطّتها بنياط قلبي صيحة
وقمطتها بقماطه وطويتها
||
يا ليت قلبي لو يجيب وجيبها
وإذا بكى لنحيبها دوّيتها
||
أو ليته نبراً حبا بحروفها
وإذا وما لقطوفها دلّيتها
||
يا ليته يا زيد أو يا ليتني
أو ليت ليتي أبّنتها ليتها

||

لو لوُّ تاتيني بها للويتها
ونذرتها لإيابها ونويتها

||
ولو الصّبا من نجد شمّل نقلها
لحدوتها وبشمألٍ لاقيتها
||
وعقرت بركاً في مؤاب تحيّةً
لهبوبها وببّحّتي حيّيتها
||
ونفثت صوتاً (مطربانيّ) الصدى
بيد السدى وبرجعه حنّيتها
||
ونذرت كبشاً للقصيدة إن أتتْ
بقطاتها ، وبصيحتي قفّيتها
||
أنا صنو عروة والمهاة كريمتي
“يا أخت عروة” إن نأت ناديتها
||
ودّ الوضيئة أخت شاعرها إذا
عزّت عليّ شقائقٌ آخيتها
||
ودّ الكثيرة والكثير قليلها
إن عزّ حاتم بيت عروة بيتها
||
ودّ المضيئة ضوؤها ووضوؤها
رشّحته من نجمة ناجيتها
||
ودّ الثريّا نخبها قطّرته
من ماء فضّة بدرها وسقيتها
||
ودّ الحمامة طوقها خرز على
مهل الهديل عقيقه أهديتها
||
ودّ الغزالة نقلها خبب على
وزن القطا وبنقلها ماشيتها
||
ودّ الودودة والوداد سميّها
يُدعى بها وأنا به سمّيتها
||
ودّ الحكاية والحكاية ودُّها
لو أنّها تُحكى لها فحكيتها
||
ودّ الرئيسة والقصيدة بيعتي
وعلى عهود إخائها واليتها
||
يا أين ودٍّ أين أمسى أينُها
بل أين أيني بعدما خلّيتها
||
يا أين ودٍّ بيت شعري أينُها
إن ضقت عنها فالقصيدة بيتها
||
يا حزن ودّ عذير ذبحك إن سها
نزفي وعاد إليّ حين رثيتها
||
وحبا يواسي حبر رعفي نقلة
وجرى يلبّي مثلما لبّيتها

||

لو لوُّ تاتيني بها للويتها
ونذرتها لإيابها ونويتها

||
لكنّ لوُّ دعيّة لا تستحي
وكما أبيت مطال ليت أبيتها
||
أخزيت عيني إن سهت عن دمعها
وكذا القصيدة بالبكا أخزيتها
||
بكت القوافي حين عزّاها الصدى
فكففت صوتي بعدما عزّيتها
||
ووقفت فوق حصير ظلّي محرماً
وصلاة غيبتها ضحىً صلّيتها
||
والعين وضّأها البكاء وأسبلتْ
واستقبلت جهة العمى فبكيتها
||
ويدي الّتي عادت بدون سلامها
أمسكتها من رسغها ورميتها

||

وقصيدتي لو تنتخي لأتيتها
وبنزف جرح عيّيها قفّيتها

||
لكنّها لمّا هذت لهبيلها
شافهت جمرة سكتتي وهذيتها
||
وطلبت خنساء البكاء ديانة
والشعر يشهد أنّني أوفيتها
||
وهتفت حيّ على البكاء لفقدها
وذكرت فائتة الأسى فقضيتها
||
فعذير حزنك إن قضى دية البكا
فنزفته رعفاً وما أدّيتها
||
وعذير حاجلة المساعي إن سعتْ
في إثر هاجرها وما ساعيتها
||
وعذير لاحقة الركائب إن بكتْ
لفوات شيختها وما آسيتها
||
فعذيرها وعذير ودٍّ إن مشى
بأخيّتي ظعن وما ماشيتها
||
وعذير أيّ أسىً نسيت عذيره
وعذير أبيات هذت فنسيتها
||
يا حزن ودّ ألا قعيدك أن ترى
كيف انتخى لرثاء ودٍّ ميْتها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى