مَتى سَيَنْهَضُ مِنْ أَنْقاضِنا الْبَطَلُ (16)

عبد الصمد الصغير. تطوان | المغرب

لَوْ  لَمْ  نَكَنْ  لَكَ حَلاً.. عِنْدَ  مُشْكِلَةٍ
لَكُنْتَ  مَدْحورَ  قَدْرٍ …حَظُّهُ الرِّكَلُ

كُنْتُ الْمُنيبَ الْمُعيلَ الُمُكْتَفي نَظَراً
وَ الْآنَ دَوْري … فَدَوْرُكَ  انْتَهى يَعِلُ

قَدْ سافَرَ  الْحُبُّ لَمْ  يَتْرُكْ لَنا  أَثَراً
حينَ  انْبَرَيْتَ  لِنورٍ … ضَوْؤُهُ  أَمَلُ

يا نائِماً كَيْفَ ضاعَتْ  بابُ  مَنْزِلِنا
لا نَوْمَ إِنْ قامَ فِينا الضَّعْفُ يَنْتَقِلُ

يا راكِضاً عاشَ يَحَبو خَلْفَ آسِنَةٍ
صَفْراءَ بالَ عَلَيْها   مُذْنِبٌ  ثَمِلُ

سِيرُوا طَويلاً بِلا أَرْضٍ وَ لاشَرَفٍ
لَنْ تَقْدِرُوا الْمَشْيَ لَمَّا يَكْثُرُ الْجَدَلُ

ما قيمَةُ الْأَمَلِ  الدّامي لِنَخْلُمَهُ
وَقَدْ بُلينا بِمَنْ  يَشي وَيَعْتَمِلُ

لا   تَشْتَري بَشَراً  بَخْساً بِمَأْدُبَةٍ
وَلا تُراهِنْ عَلى مَنْ فيكَ يَفْتَعِلُ

لَمْ يَصْحُ فيكَ الضَّميرُ الْحَيُّ مِنْ زَمَنٍ
وْلَمْ  تُبادِرْ  إِلى أَصْلٍ بَدا  يَفِلُ

لَمْ   يَبْقَ شَأْنُكَ مَحْفُوفاً بِعاطِفَةٍ
وَ قَدْ بَدا عِنْدَ بابِ الْقُدْسِ يُنْتَعَلُ

أَنْتَ  الْكَلامُ  فَلَمْ  تَظْهَرْ  نَتائِجُهُ
وَ عِنْدَنا لا يَنامُ الْحائِرُ   السَّئِلُ

سَيْلٌ مِنَ  الدَّمْعِ في عُمْرٍ بِلا سَنَدٍ
كَأَنَّما الذَّنْبُ مِنْ جَنْبَيْهِ يَحْتَصِلُ

ما  كانَ مَقْصودُهُ خَيْراً وَ لا أَدَباٌ
بَلْ كانَ قَصْداً شَنيعاً دَسَّهُ  الدَّخِلُ

يا  حابِسَ الْعِزِّ  هَلْ تُثْنيكَ نائِبَةٌ
هَيهاتَ هَيْهاتَ بِئْسَ الْعَزْمُ وَ الرَّجُلُ

مَهْلاً  وَصَبْراً وَ إِنْ ضاقَ الزَّمانُ بِنا
فَنَحْنُ حُلْمٌ وَإِنْ طُلْنا سَنَحْتَمِلُ

حُبّانِ في قَلْبِ فَرْدٍ واحِدٍ كَذِبٌ
كَذلِكَ  الْحُبُّ صارَ الْآنَ يَتَّصِلُ

رَبّاهُ  مالِي أَرَى حُبّا بِلا قِيَمٍ
يُؤْذي هِباتِ الْجَوى يَزْني بِما يَخِلُ

رَبّاهُ  هَذي الْخُطى مَشْيٌ بِلا قَدَمٍ
تَبْغي حِسانَ الدُّنا تَمْشي وَ لا تَصِلُ

كَفّايَ مُدّا  إِلى الْعَلْياءِ  في وَجَلٍ
أَدْعو  إِلهِي وَقَلْبي  ثابِتٌ  عَقِلُ

عَيْنُ  الْإِلهِ   تَرى كُلِّي  بِلا حُجُبٍ
وَتَنْظُرُ  الْخَلْقَ ما  يَنْوي وَما  يَخِلُ

إِنَّ  السَّماءَ  طَريقُ  الْمُعْتَلى دَرَجاً
وَأَعْظَمُ  الشَّوْقِ ما يَعْلو وَ لا يَصِلُ

هَذي  الْحياةُ  تُريدُ الْمُكْتَفي أَجَلاً
عُمْرٌ  سَيَبْدَأُ  لَمّا يَنْتَهي  الْأَجَلُ

حَتى الطَّريقُ الَّتي نَمْشي لَناكَشَفَتْ
أُفْقَ الْمَرامي كَما ضَوْءٌ فَيَقْتَلِلُ

سَيَكْشِفُ الصُّبْحُ لَيْلَكُمْ وَعَجائِبَكُمْ
وَ تُفْرِطُ  الشَّمْسُ ضَوْءاً بِهِ الْعِلَلُ

وَ يَشْهَدُ اللهُ دَفْنَكُمْ لِضَمائِرِكٌمْ
قَبْراً لِحُلْمٍ جَميلٍ يَبْدو  فَيرْتَحِلُ

في   شِدَّةٍ ما بَدَوْا فَرُّوا بِبُؤْسِهِمُ
وَقْتَ الرَّخاءِ اسْتَبَدُّوا صامِداً يَحِلُ

عَنْ   كُلِّ  مُنْسَحِبٍ وَكُلِّ مُنْخَفِضٍ
لَمّا   اعْتَلى مَأْمَناً  أَنْساهُ مَنْ يَفِلُ

يُخَبِّئُ  الطَّعْنَ وَ الْوَفاءُ في مَظْهَرِهِ
وَيُظْهِرُ  النُّورَ  وَالضِّياءَ يَعْتَقِلُ

فَأَيْنَ مَنْ   ذَهَبُوا في إِثْرِهِ طَمَعاً ؟!
وَ أَيْنَ أُولئِكَ الَّذينَ قَدْ رَحَلُوا؟!

حَتّى الَّتِي قُذِفَتْ مِنْ نَبْضِنا سَقَطَتْ
في الْبِئْرِ يوسُفُ قَدْ شافَ النَّوى يَصِلُ
                                 يتبع ……..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى