قِنديلُ الزَّيت

منال رضوان | أديبة مصرية


اللوحة للفنان المصري محمد رضوان
تمشي بخطى ثابتة في الظلام؛ لا تضل الطريق إلى منزلها الذى ينتظرها فى ذلك الليل الحالك كي تشعل قنديله ببعض من زيت تبيعه للجميع، تبتهج تلك الجدران الرطبة بشعاعٍ من نورٍ يعانق ألوانها الباهتة يصنع خطوطًا تصلح كلعبة لخيال الظل، لقد ربح البيع اليوم حتى نفذ جميع ما لديها ، فليالي الشتاء النزقة لا يصح وأن تخلو من دفء القناديل تداعبها خيالات سوداء تنبت من شقوق جدرانها.
وصلت إلى حجرتها الخاوية إلا من فراشٍ متهالكٍ وقنديل الزيت الشغوف، اتجهت بالخطوات الثابتة ذاتها لتُشعل قنديلها، لم تستشعر هذا الدفء الذى اعتادته طوال حياتها؛ فقد نضب من زيته للمرة الأولى، حاولت الاستناد إلى تلك العصا القديمة تستجدي بعض الزيت ممن اعتادوا شراء الضوء منها، غير أنها انكفأت أمام حجرتها ربما للمرة الأولى منذ أن ولدت عمياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى