الشاعر السوري الفلسطيني حاتم قاسم وليلاس زرزور (وجها لوجه)

خاص | عالم الثقافة

حاتم قاسم شاعر و ناقد وقاص وصحافي فلسطيني من مواليد عام 1965 قرية الدوقة (الجولان المحتل) على شاطئ بحيرة طبريا. يحمل إجازة في الإقتصاد – قسم المحاسبة – من جامعة دمشق.وعضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وعضو تجمع كتاب القصة القصيرة وعضو اتحاد كتاب الانترنت العرب، ويشغل منصب مدير تحرير مجلة الأدباء؛ نشر العديد من قصائده في الصحف العربية (الأسبوع الأدبي – صدى الجنوب – السفير العربي – قورينا الليبية – فوانيس -البيارق – البديل الجزائرية – الأخبار العراقية – الديوان الجديد المصرية ومجلة اقلام عربية اليمنية ومجلة الجولان الثقافي، والعديد من الصحف و المجلات الفلسطينية وعلى مواقع الشبكة العنكبوتية، وكتب العديد من الأغنيات لفرقتي الشروق الفلسطينية و فرقة اتحاد العمال ومن أهم إصداراته: مجموعة شعرية بعنوان: زهرة القرنفل، ومجموعة شعرية أخرى بعنوان : صهيل الغيوم.

وله في مجال القصة القصيرة  مجموعة (عصافير الثورة) الفلسطينية، وو كتاب دراسات نقدية في الأدب النسوي المعاصر، كتاب مشترك مع الأستاذ حسين علي الهنداوي.

كان لنا معه هذا الحوار القيم الماتع ..

متى اكتشفت موهبتك الشعرية؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ؟ ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟

■ من بستان الطفولة كانت البداية وما أجمل أن تقطف الثمار ندية في بواكيرها ، نعم كان للظروف التي عشتها في المخيم أثر كبير في ذلك ، فالمخيم  بكل تفاصيله يرسمني بين أبجدية اللون و أسئلة طفولية لم تنسني زرقة البحر في يافا و لا سمك المشط في بحيرة طبريا القريبة من  قريتي ( القديرية ) في جبال الجليل  ، أتنسم عطرها على أجنحة الفراشات فيكبر حلم العودة المتجذر فينا  كشجر الزيتون يحمل شوقاً أكبر من قوافي الشعر ، فالشعر لغة القلوب التي تبوح بسرها ليفيض العطاء بلا حدود ، ويعود الفضل في كل ذلك إلى معلمي اللغة العربية ، لهم كل الثناء والتقدير، رحم الله من علمنا و من كان له الفضل علينا.

الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة

■ الشعر حصان مشاكس والتجربة الشعرية تنمو بالموهبة وتتعزز بالمهارة  ، فالموهبة لا تكفي لوحدها أن  تحقق الإبداع ، فكل شخص منا لديه موهبة في الرياضة او التمثيل أو الرسم  او الغناء أو الكتابة  كالشعر والرواية والقصة وغيرها من المجالات  وبالطبع كل ذلك صفة فطرية يجب أن نعززها بمهارات معرفية لتطويرها ، ويعتمد الشاعر في تجربته الشعرية على مخزونه الثقافي، ولعنصر الزمان والمكان و التعايش مع المجتمع  أثر في ذلك، ومن هنا نلاحظ التفاوت الكبير في تجارب الشعراء ، وكان (لجيل  الستينيات والسبعينات) روح الرغبة في التجديد و التطوير في تشكيل تجاربهم الشعرية ،وكل ذلك يجب أن يكون ضمن مقاييس جمالية  وترجمة صادقة لأحاسيس الشاعر بصور واقعية تربط بين الفكر والوجدان .

( أنخت الشوق )

أنـخـت الـشوق عـذراً يـا فـؤادي

وفــي الـعـينين جـرح قـد تـغرب

///

طـيـور الـوجـد تـسألني و أخـفي

فـهل لـلشوق عـن عـينيك مهرب

///

فـبـعض الـلـوم إثــم يــا عـيـوني

و إثـم الـبعد عـن عـينيك أصعب

///

ألا يــا لـهـف صـمـتي كـم تـوارى

يرش الملح في جرحي و أعجب

///

كــأنــي إذ كــبــرت ألــــف عــــام

وكـل الـشوق في شيبي تخضب

///

فـكـيف الـصبر يـكبر فـي ثـماري

فــهـل لـلـصـبر مـفـتاح ومـذهـب

///

تــمــر قــوافـل الأيـــام تـمـضـي

وحـمى الـشوق لـلعينين مشجب

///

فــإن شـرقت … فـالأهواء شـرق

وإن غـربـت … لـلـعينين مـركـب

///

ثــمـار الــلـوز تـجـمـعها عـيـونـي

وفـيض القلب من عينيك يشرب

كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك؟

لكل شاعر قاموسه الخاص ومفرداته التي يتكئ عليها في تشكيل اللوحة الفنية وهذا ما يميز صوت الشاعر في البناء الداخلي للنص من خلال الأسلوب الذي يعد روح النص ، فعندما نقرأ أي قصيدة على الفور نحدد من خلال الأسلوب هوية الشاعر، فالمعجم الشعري هو البوصلة التي تحدد سمت هذا النص ولكل شاعر معجم من الكلمات التي تحمل في مضمونها قيم موسيقية أو دلالية، ومن خلال سبر المعجم اللغوي للشاعر نستطيع  أن نكشف عن مواطن  القوة والضعف في تجربة الشاعر ، ففكرة النص و بناء الصورة وتشكيل الرؤيا هي مساحة التمايز بين الشعراء من خلال استخدام المعجم اللغوي لرسم بصمتهم الإبداعية والحظ لا يكفي هنا لأن  يصنع شاعر،  فبنية القصيدة التركيبية والدلالية تحتاج إلى موهبة ومهارة  وموروث لغوي .

ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي السريعة؟

■  لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها  ” الفيس بوك ” لعبت الدور الكبير في إضافة نقلات نوعية على عالم الكتابة الإبداعية وكان لها  مساهمة فعالة في نشر الثقافة ،  فتواصل الأدباء مع بعضهم البعض عن طريق صفحاتهم الشخصية مع أصدقائهم أو عن طريق المجموعات الأديبة كل ذلك كان رافداً من روافد الثقافة التي ترسم خريطة الإبداع  ضمن هذا الفضاء الأزرق ويبقى أن نقول إن هذا الفضاء متاح للجميع وفيه الغث والسمين ، ويحمل في طياته من الأخطاء اللغوية التي تغيب عن عين الرقيب .

هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية ؟ وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟

■ نعم المعلم هو الأساس لاكتشاف الموهبة وتنميتها فهو الركيزة الأساسية التي تبنى عليها الآمال لتحويل طاقات الموهبة إلى عناصر إبداع  لأن الموهبة قد تتلاشى وتضيع إذا أهملت ، ولم تتوفر لها البيئة المناسبة  لكي تنمو بعناصرها الإبداعية ، وكل ذلك يحتاج إلى العناية والرعاية والاهتمام وإتاحة الفرصة لنمو هذه المواهب، ولعنصر الزمن دور أساسي في ذلك فالمعلم الناجح يستطيع بقدرته إن يوفر الإمكانيات اللازمة واكتشاف مواطن القوة والضعف ومعالجتها

ما رأيك بالنقد؟

■ يستحضرني هنا قول فرانك كلارك ”  النقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيراً بما يكفي ليغذي نمو الانسان دون أن يدمر جذوره ” فعندما يقدم الناقد آراء صحيحة فإن ذلك يعزز من القدرات و يغذيها دون تجريح  ، فالنقد البناء يعالج العمل بعيداً عن شخصية صاحبه ويعتمد بالدرجة الأولى على النصيحة التي تتكئ على الأساليب العلمية في توضيح السلبيات دون التركيز على سلبية محددة ،  وإبراز مواطن الجمال ، فالناقد الحاذق يلمح قبل أن يصرح  وبذلك يكون النقد مفيداً ومثمراً ، ويجب على الناقد أن يتناول الموضوع من كافة جوانبه ، فالنقد يجب أن يسبر الأغوار ولا يقف عند حدود السلبيات بل يرصد الجوانب الإيجابية دون مدح أو إطراء

هل ترى أن الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر؟

■ لا شك أن الشعر هو ديوان العرب ولكن استطاعت الرواية أن تزيل الشعر عن عرش الأدب  ، نظراً لاعتماد الرواية على السرد الشعري  الذي  يتمازج  فيه الواقع بالخيال واستطاعت أن تبني جسراً بينها وبين القارئ النمطي للتعايش مع شخوصها، في الوقت الذي  ابتعدت فيه  القصيدة عن معناها الجمالي وقيمها الإبداعية وكل ذلك في ظل غياب النقد الحقيقي والموضوعي والتراجع الواضح في مستوى اللغة العربية ويظهر ذلك جليا على الشبكة العنكبوتية، فما نعانيه اليوم هو أزمة شعراء في ظل تخبط القصيدة في متاهات التأويل والابتعاد عن المألوف ،  ولكن ومع كل ذلك يبقى أجمل الشعر أعذبه لأنه يحمل مكنونات الجمال الوارفة بالإبداع  والقارئ هو من يميز الغث من السمين بين الأجناس الأدبية

ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟

لا أرى أن هناك تباين في الشعر فلكل شعر سماته وخصائصه ، و عندما نوزع مقاييس اللون  على مفردات القصيدة  نبحث عن القيمة الجمالية  ومعيار الجودة هو من يحدد مكانة النص دون النظر إلى قدم الشاعر أو حداثته ويتجلى ذلك في الشعر القديم من خلال  المعنى في تراكيب اللفظ وتجانس الوزن والقافية وفي الشعر الحديث من خلال الاعتماد على الصورة في وحدة التركيب اللفظي و استخدام خاصية الرمز بعبارات جزلة و تراكيب لغوية متينة بعيدة عن التكلف والتصنع و الغموض  ، فلكل قديم جديد ومن خلال ذلك نستجلي أواصر العلاقة في خضم الصراع بين الأصالة والحداثة ، ففي الشعر العربي  يتداخل الجيد و الرديء ويعتمد ذلك على ثقافة الشاعر و مخزونه اللغوي

(( صرير الروح ))

قل للعيون التي جفت محاجرها

الشوق نار وفي الأحشاء سكناه

///

لو يعلم الجمر ما أخفت مواقده

تحت الرماد صرير الروح تلقاه

///

لو يعلم الشوق كم تاهت مراكبنا

والركب تاه فأين الشوق مرساه

///

هنا الدموع التي أخفيتها وجعاً

لاتسألوا القلب ما أخفى و أبداه

///

هنا المخيم أمشي في شوارعه

تمشي الأزقة في ظلي و ترعاه

///

ليمون قلبي و الزيتون أغنيتي

يا ورد روحي من عطر عشقناه

///

يا دار أين الغوالي بات مسكنهم

والقلب يسأل في العينين شكواه

///

هنا الدروب التي كانت تسامرني

طال الغياب وزاد الشوق نجواه

///

قل للعيون التي فاضت محبتها

الصبر يعجز عن صبر ألفناه

///

يا ظل قلبي بالأفراح أسرجه

ويسرق الشوق إن غابت مراياه

///

لا تسألوني فكل العشق في وطني

لا يبرأ الجرح إلا حين ألقاه

ما نوع الشعر المفضل لديك ؟ هل الشعر هو تعبير عن الإحساس ؟

أميل إلى القصيدة الخليلية التي تتناسب والموقف الشعري،  والشاعر كغيره  يتأثر بالمواقف والانفعالات  وكل ذلك مرتبط بعامل الاحساس  الذي  تكمن فيه  الطاقة الإبداعية لتوليد المعنى الذي يترافق مع تلك الحالة ، ومع ذلك قد نجد الشاعر أحياناً عاجز عن التعبير  أمام حدث ما ويعود  ذلك لعدم تنامي الشعور والإحساس لديه .

هل الشعر صناعة؟

الشعر حصان مشاكس و مفهوم صناعة الشعر مفهوم واسع والشعر يمكن تعلمه كباقي الحرف ولكن ذلك  يتطلب التعرف على حيثياته و أساليبه وخصائصه ، وطبعاً يحكم ذلك قواعد يجب الالتزام بها ، ويبقى الشعر فن كغيره من الفنون ينظمه الكثير و لا يتقنه إلا المبدعون .

ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟

بوصلة الشعر ومركزها الرئيسي هو القصيدة التقليدية ، فهي التي تحدد سمتنا على الخارطة الشعرية ، وكلما ابتعدنا عنها غرقنا في متاهات الغموض و الطلاسم ، فقصيدة النثر صنفت بأنها قطع نثرية أو نثيرة والشعرية تحكم جمالية اللون في مفردات الشعر و النثيرة ، وتبقى معاييرنا في الحكم والتقييم هي مفردات النص وصوره البيانية

كيف ترى الوطن في شعرك؟

حروفاً تسكنني بالعشق و أسكنها بالشوق ، وفي تفاصيل الحكاية مسافة قلب ينتظر العودة إلى الوطن الأم فلسطين :

لأني أحبك ….

سيجت حلمي بكل الحدائق

وأغلقت قلبي عليك اشتياقا

فإن فر شوقي إلى مقلتيك

أغمضت عيني وذبت احتراقا

ماهي العوامل التي أدت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟

لاشك أن هناك أزمة حقيقية أدت إلى  الحد من انتشار الكتاب الورقي ، وتفاقم ذلك في ظل ثورة الاتصالات وظهور شبكة الإنترنت كبديل للتصفح و الحصول على المعلومة مجانا  ،كل ذلك  أدى إلى عزوف الكثير من القراء عن اقتناء الكتب   ومطالعتها وأغلب الكتب توزع مجانا ً ، و ربما يكون للظروف الاقتصادية دور كبير في ذلك ولا سيما مع في ارتفاع تكاليف الطباعة مما ينعكس سلبا على ارتفاع ثمن الكتاب

كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟

المرأة هي القصيدة التي يولد على مشارفها الضوء ، وهي وطن في عيون الشعراء مسكون بالحب والشوق والولاء والإلهام ، فهي أم وأخت وحبيبة حاضرة لا تغييب، والمرأة كشاعرة تستعين بحروفها للكشف عن مكنونات الذات وما يعتريها من مشاعر صادقة تعكسها على الورق وخصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية نجد المرأة تلوذ بالتلويح لا التصريح  وهو أبسط ما تملكه من الجرأة.

هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيراً؟

 لا شك أن الدواوين المطبوعة هي عملية توثيق لنتاج الشاعر ، وكثرتها لا تعني إثبات للذات ، فبيت شعري واحد يعادل قصيدة بأكملها ، فالأمر لا يتعلق بالكم بقدر ما يتعلق في البناء الفني لتشكيل القصائد المدرجة في هذا الديوان أو ذاك ،  وأغلب  الدواوين الشعرية  تنام على رفوف المكتبات وتتلحف برداء الغبار ولم تفتح حتى الآن

ما سر نجاح الشاعر؟

لكل شاعر بصمة تميزه عن غيره وسر النجاح يكمن في عفوية الشاعر وابتعاده عن التكلف  ، فالشعر لغة القلوب التي تفيض بالإحساس وتعبق بالمشاعر و سعة الخيال ، وروح القصيدة تكمن في الفكرة وتتجسد في المفردات والصور البيانية والتشكيل الفني  داخل العمل الأدبي . فاللغة والصورة و الفكرة هي ثلاثية أبعاد ترتكز على ثقافة الشاعر ومخزونه اللغوي .

((  يا مركب الشوق ))

يا مركب الشوق في العينين مسكنهم

والـموج قـلبي ودمـع الـعين مجدافي

///

لا تـسـأل الــروح عــن شــوق تـكابده

إن سـار قـلبي على جمر النوى حافي

///

مـا أصـعب الـشوق إن غصت مدامعه

و اسـتسلمت لـرياح الـشوق أصدافي

لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية؟

انا مع مقولة أسرارك احتفظ بها لنفسك ، وأما الآراء الشخصية فهي خلاصة الفكر والتجارب ومن خلالها نستطيع توصيل أرائنا وأفكارنا للآخرين وتقبل آراء الآخرين واحترامها .

لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول ..؟

 الطريق طويل ونطمح في الكثير

ماهي كلمتك لجيل اليوم؟

أنتم أمل الأمة وامتلاككم للمعرفة والثقافة الواعية  يتطلب جهداً كبيراً وجلداً على المطالعة لأنها حاجة ضرورية  في إدارة عجلة الرقي بالأمة ونهضتها

 كلمة تحب توجيهها إلى القراء ..

لكم أبيات القصيد … إن جف حبري عن التعبير يكتبكم قلب يفيض بالمحبة والشكر والعرفان لكم…

شكراً لكم من أعماق قلبي على تحملكم عناء قراءة أجوبتي في هذا الحوار الذي أجرته الزميلة الأديبة ليلاس زرزور .. فلكم ولها باقات ورد مع خالص المودة والاحترام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى