استخدم تقنية ” كريسبر ” في علاج الفيروسات

 أ.د/ أحمد علي دنقل – أستاذ الوراثة الجزيئية – كلية الطب – جامعة القصيم

حسب تقريرعلمي صدر في شهر مايو لعام 2018، حيث أن الأبحاث الحديثة أحرزت تقدما ًهائلا ُ في علاج الإصابة بفيروس نقص المناعة (HIV). فمنذ سنوات كانت الإصابة بفيروس نقص المناعة (HIV) تؤدي حتمًا إلى مرض الإيدز (AIDS)، ومنذ ذلك التاريخ لم نعد نسمع عن فيروس الأيدز كثيرا في وسائل الإعلام لأن الطفرة العلاجية التي حدثت الآن استطاعت أن تحاصر ذلك الفيروس والقضاء عليه.

 

كيف حدثت الطفرة العلاجية في علاج الفيروسات؟

للإجابة على هذا السؤال يجب أن نتذكر أن الجينوم الفيروسي عندما ينتقل إلى الخلية سواء كان أصله DNA فأنه يلتصق بأحد كروموسومات خلية المصاب ويختبأ فيها وكأنه جزء طبيعي منه او كأنه جين من جينات الخلية المصابة. اما اذا كان جينوم الفيروس يتكون من RNA فأنه يجري عليه تعديل ويجري عملية نسخ عكسي تحوله إلى DNA  بدلا من RNA لكي يستطيع ان يتمكن من الالتصاق بأحد كرموسومات الخلية المصابة ، وبذلك يختبأ في فترة الحضانة تختلف من فيروس إلى آخر ممكن تمتد لسنوات كما في فيروس الكبد الوبائي سي C  او أسبوعان كما في فيروس كوفيد كورونا الجديد،  ولا تظهر أعراض المرض إلا بعد أن تنتهي فترة الحضانة وينشط الجينوم الفيروسي ويخرج من مخبأه ، ويبدأ مرحلة السيطرة  والتكاثر داخل الخلية.

 

ما هي تقنية كريسبر كاس 9 CRISPR/Cas9) )  الحديثة التي بإمكامها التخلص من جينوم الفيروس وبالتالي عدم تمكنه من السيطرة والتكاثر؟

اكتشفت تقنية كريسبر في العقدين الماضيين، وهي أسلوب كانت بعض أنواع البكتريا ، عندما تهاجمها الفيروسات الخاصة بها والتي تسمى الفاجات ، تقوم بمقاومة الجينوم الفيروسي بتحرير أنزيمات (أشبه بالمقص) تعمل على تقطيع الجينوم الفيروسي والتمكن منه ولا يستطيع التكاثر او السيطرة عليها. تمكن العلماء من التعرف على ذلك النظام وتم عزل الانزيمات التي تستطيع قص ال DNA من الكرموسوم الملتصق عليه وبتوجيه مرشد يقود انزيمات القطع الى الهدف المقصود.

وأول من طبق ذلك علماء يابانين في جامعة (Kobe) ونجحوا في استخدام تقنية كريسبر لوقف تكاثر فيروس الإيدز داخل الخلايا الحية وتحرير الخلية من تلك الفيروسات. وبهذه الطريقة يمكن تطبيقها على كل انواع الفيروسات وسنواصل في المقال القادم التحدث عن استراتيجيات علاج الفيروسات.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى