هزائم معطرة

 

سماح الضاهر | شاعرة سورية تقيم في ألمانيا

حُبنا رهانٌ ….تاهَ من الحسبان

و خمرُ الحياةِ معتقٌ  

 في دروبنا

يبقينا دائما نراوحُ في المكان 

نقف في منتصف الطريق …

 هزائمنا معطرة ببعضِ انتصاراتٍ

مخنوقةٌ هي … في زمنِ النكران

يعتريها رمادٌ  من حقدٍ مُنمق

لم يبقِ فسحةً للُحلفان

وما حياتنا إلا شراعٌ من الأحزان

تبحرُ فينا و نبحرُ فيها

و نحنُ نطاوعُ الآلام

في وطنٍ تمزقت أوصالهُ

حتى غدى كحبةِ الإدمان

فيه كل الفرح و الخوف

 الموت والأحزان

نعم  هو يبقينا على شفيرِ الحياة

لكنه يشعلُ فينا اوجاعاً  دونَ دخان ..

لِمَ يترك هذا العمرُ  فينا ركناً

إلا وقد ازهقهُ اليأس

تاريخنا ما زال يرزحُ تحت

وطئةِ الرياء و الإذعان

 موصومٌ هو  بأمجادِ وهمٍ

و حاضرنا قد لاكهُ ضميرٌ

 يعربدُ فيه الشيطان

حتى غدى لقمةً مباحةً

 لكلِ عابرٍ 

ونحن ما زلنا نُسيرُ قلوبنا

ونستجدي الأمان 

عاجزةٌ هي ….متثاقلةٌ

من الأوجاع

و ركامُ الأمنياتِ نُسفَت

وداستها الأقدام     

المترعةُ بالخيانة و الفساد

و تربعَ على عرشها

جبالٌ من الخذلان

وها نحن مازلنا

نهرولُ في ساحة مشلولةِ الإرادة 

شعارنا التسويفُ  وماؤنا  الخذلان

حروفنا أمست مضرجةً بالدماء

و الصبر  في أرواحنا نضبَ نبعهُ

ختى غدونا اشباه اشلاء

و نحن ما زلنا ننظرُ للسماء

و ننتظر أن تشرقَ الدنيا في عيوننا

و يُبعثَ السلام

فإلهُ المحبة ما زالَ حيا في قلوبنا

مهما أرداهُ الزمان

ينبشُ الأملَ من باطن الآلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى