تجيء …وتسافر

د. رأفت الخولي | مصر

تجيئُ…..

فتحضرُ الدنيا معكْ

وإن ترحلْ

تسلبْ العينَ النُعاسَ

ويكتوي القلبُ

بنار الشوقْ

هي رحلةٌ

لم يزل يقتاتها زمن الرحيلِ

فأوشكتْ أن تنتهي

لم يعُدْ يرتادها

غيرُ التوحُّدِ بالأملْ

وانجذابُ القلبِ

صوب بحاركَ الخضراءِ

يا وطناً بلا وطنٍ

ويا قلباً بلا قلبِ

ويا وهجاً بغيرِ الدفءِ

 

تجيء …وتسافروإن تهجرْ

فكل السحْبِ تنتظركْ

فلا مطرٌ

يساوي قلبكَ المأفونَ بالعشقِ

ولا شمسٌ تضاهي

ضوءَكَ الممتدَّ في العتمةْ

براحة كفيَّ المفتونِ بالنورِ

وحين تُطلْ

لا تضوي كما كان النهارُ

ولا أنت الذي أنتَ

ولا شطئانكَ الفيروزُ

تسحَرني كما كانتْ

كأن الدهر عاندني

ليبقيَني بلا عينٍ

ترى النورَ

بلا قلبٍ يشدُّ الأذرَ

في دمعي

بلا أنفاسِ زهرتنا

التي كانتْ

تفوح بعطركَ الشافي

تداويني

بلا أنا

أنا المغرمْ

بصوتِ الفجرْ

بأيامي التي ضاعتْ

مع الظُلمة

أعبُّ الحُزنَ

بالكأس التى انكسرتْ

وأجرى صوبَ أغنيةٍ

يموت الصمتُ

في أنغام صهوتها

وأمضي

نحو بابِ الموتْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى